الفصل الحادي عشر
تستمتع لتوسّل بينار لابن عمها قسورة والذي كان العريس
المرشّح لها وقلبها يئن بوجع عليها.. لم تسألها عمّا حدث لها
فكيف تسأل عمّا هو واضح وضوح الشمس!
بينار الرقيقة المشاكسة بعينيها اللتين تلمعان دوما بالتحدّي
والتمرّد بجانب البراءة الطفولية التي تميّزها عادت صامتة,
مكسورة ومنتهكة.. عادت تخفي حزنها خلف جمود ذكّرها
بشموخ عندما تقابل والدها.. عادت لا تخشى شيئا وكأنها
فقدت كل شيء يمكن أن تخشى فقدانه!
تتسلل الدمعة تلو الأخرى وهي تستمع لتوسلها لابن عمها
أن يتزوجها حتى ينقذها من بطش والدها والذي ذاقته
بأبشع صوره.
شهقة خافتة من جوزال أعلمتها أن رشيد عاد لذا اتجهت
لبينار وخطفت منها الهاتف الذي هرّبته لها حتى تهاتف شموخ
لتجدها تهاتف قسورة بدلا منها!
هل مازالت بينار تحب قسورة وتراه بطلها؟!
نفضت رأسها وهي تخفيه بين طيّات ملابسها وهي تهتف
داخلها بحزن..
السؤال هنا هل مازال قسورة يريد بينار بعد كل ما حدث؟!
وهل سيهب لإنقاذها أم سيتجاهل اتصالها؟!
"شادية.."
نداء رشيد لها جعلها تنتفض هلعا أن يكون لمح الهاتف التي
بالكاد أخفته بملابسها فهرعت إليه وقلبها يطرق بقوة تجيبه
بخفوت ليشير لها أن تتبعه للغرفة..
"هل هناك شيء رشيد؟"
رمقها بصمت للحظات كادت تفقد وعيها من الخوف بها
قبل أن يقول:"هل مازالت جوزال مريضة؟"
أومأت دون كلمة ليطرق برأسه للحظات قبل أن يقول لها:
"ما رأيك أن أعيدها لزوجها؟ هل ستتحسن صحتها وقتها؟!"
اتسعت عيناها بصدمة قبل أن تهتف بغير تصديق:
"حقا ستفعل رشيد؟ هل ستعيد جوزال لزوجها؟"
هزّ كتفيه بلامبالاة وهو يقول:"أفكر بذلك فما فائدتها مع
الطفل داخلها.. زوجها أولى بها"
أومأت وهي تكتم سعادتها بما يقوله قبل أن تسأله بخفوت:
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romanceحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...