الفصل السابع والعشرون
"يا إلهي شيهانة.. أخبرتكِ أنه لا يصح أن تذهبي مع عمكِوزوجته.. لماذا لا تستمعين لي؟"
هتفت مزن وهي تكاد تقطع خصلاتها من عناد ابنتها
لتسمعها تجيبها:"لماذا؟ لقد نمت معها قبل ذلك, حتى أن
عمي لم يكن ينام جوارها مثلكِ وأبي.. لذا الفراش سيكون
خاليا لي ولشموخ"
اتسعت عينا مزن بقوة وقبل أن تجد جوابا لها كان مصعب
يدلف إلى الغرفة مستمعا لجملة ابنته ليلملم ابتسامته من
صدمة زوجته ومن لسان صغيرته الذي يحتاج للتهذيب كما
يخبرها سلطان دوما قبل أن يقول لها:
"هل هذا هو التهذيب المفترض يا شيهانة؟ تقفين أمام
والدتكِ تحاججينها جملة أمام جملة هكذا؟ أين أجل وكما
ترين أمي؟"
أحنت شيهانة رأسها أمام توبيخ والدها قبل أن تقول:
"أعتذر أبي.. أعتذر أمي"
وسرعان ما رفعت رأسها قائلة:
"ولكني أريد المبيت مع شموخ الليلة"
همس مصعب لمزن بمرح:"لو سمعها سلطان لقتلها دون تردد"
كبحت ابتسامتها وهي تومئ له بمرح مماثل قبل أن يقول
مصعب:"الليلة لا يصح يا شيهانة.. كما لا يصح أن تخرجي
أسرارهما لنا"
قال بتوبيخ لما قالته قبل قليل فأومأت وهي تقول:
"لم أخبر أحدا سوى أمي الآن لأشرح لها فقط أبي"
ربّت على شعرها بحنو وهو يقول:"ممتازة صغيرتي.. اممم ما
رأيكِ أن تبيتِ الليلة مع جدّكِ عبيد؟ سيسعد كثيرا بوجودكِ
خاصة أنه كان يشكو لي عدم مبيتكِ معه وجدتكِ منذ
عودتي"
فكّرت شيهانة قليلا قبل أن تقفز بسعادة وهي تقول:
"أجل.. سأنام الليلة مع جدتي وستحكي لي قصة جديدة"
وقفزت مغادرة الجناح إلى جناح جدها ليغلق مصعب الباب
خلفها ويلتفت ليجد مزن متخصرة تنظر له نظرة ذات مغزى
سرعان ما ترجمتها لجملة:
"جدها عبيد يشكو عدم مبيتها ها؟ أقسم أنه ارتاح بذلك"
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romantizmحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...