الفصل السادس
(الماضي)
"آه سلطان, اترك يدي ماذا تريد منّي؟ ألم ينهكَ عمّي سديد
عن إمساك يدي لأنه محرّم؟"
قالت شموخ بحدة وهي ترمقه بتلك النظرة التي تجعل الدم
يفور برأسه.. نظرة بريئة ممزوجة بكبرياء شامخ لا يُقهَر مهما
فعل معها, تجعله يشعر أنه الدّخيل لا هي!
"ماذا أخبرتكِ أن تفعلي شموخ؟ ألم أنهكِ عن دخول غرفتي؟!
لماذا دخلتِ؟"
هتف بها بغضب وكأنه يتصيّد لها خطأ ما فرمقته ببراءة وهي
تقول:"أمي ذهبية هي من أخبرتني أن أدخل لغرفتك وأحضر
لها الملابس من أجل التنظيف"
"ولماذا لم تخبريها أنني حرّمت عليكِ دخول غرفتي؟!"
قالها وهو يرمقها بنظرة وكأنه أمسك بها متلبّسة بفعل ما
يشين وقد نجح في إشعارها بالذنب حقا!
فهي كانت تتوق لدخول غرفته لترى ما يمنعها من رؤيته
بالداخل؟!
لماذا الجميع يعاملها بلطف إلّاه؟!
لماذا الجميع لا يمنعها من أي شيء إلّاه؟!
لماذا يكرهها هكذا؟! ورغم هذا هي تحبه وتريده أن يحبها
كالبقية..
"حتى لا تعاقبكَ"
أجابته صادمة إياه ببراءتها مجفلة إياه برقة قلبها!
يعنّفها فتخبره أنها تخشى عليه من العقاب!
ما هذه الفتاة؟!
هل كلام عمه سديد معه صحيح؟! أن الفتيات هنّ نعمة من
الله وأن الله إذا أحبّ عبدا منحه فتاة رقيقة القلب تحنو عليه
وتدلّله؟!
وصوت يصدح داخله ومنذ متى تشكّك بحديث عمك سديد
يا سلطان؟!
إنه الوحيد الذي تسمع كلامه دون جدال ولكن الكلام هذه
المرة يخص شموخ ابنة عمه الآبق من القبيلة والذي سبّب
الحزن لقلب جدّه بهروبه وترك زوجته قديما وابنته بعدها..
شموخ الدخيلة على عائلته بنظره والتي يدلّلها الجميع عداه!
زفر بقوة قبل أن يرق صوته رغما عنه وهو يحذّرها:
"لا تقتربي من غرفتي مرة أخرى ولا تخشي عليّ من شيء,
لا تقتربي منّي بأي طريقة هل فهمت شموخ؟!"
أنت تقرأ
رواية ونسيت أنني أنثى بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)
Romansaحاربت طوال الوقت حتى تحمي نفسها وأختيها بل وقبيلتها كلها من أي شر موجّه تجاههم وكانت هي مَن تدفع الثمن كل مرة فتارة تُخطَف وتارة يتم ابتزازها وأخيرا تمَ مقايضتها بحياتها مقابل كل قبيلتها حتى نسيت أنها أنثى لها حق الدلال والحماية فهل ستظل تدفع الثمن...