LXXVII : لَـو

64 9 85
                                    

#🌿 Never blame life for your decisions.

#تذكير: ابذل كل جهدك حتى لا تندم.

*اقتباس*


- بارت 77 -


-


قدمـا الشـاب هاري تأخذانهِ في رحلةٍ صامتةٍ وهادئة في سهلٍ واسعٍ للغاية، ينغرسُ حذاءهُ في الثلوجِ المُتراكمة حتى يتباطأ وعيناهُ تتوجهُ نحوَ هضبةٍ مُنخفضـة، نحوَ ذلِك الرجل الذي يجلسُ بهدوءٍ مربّعًا قدميه ينتظره منذُ فترة، بينما شعرهُ الطويل يصلُ للأرضِ المُثلجة حتى يتجانسُ لونُ شعرهِ تمامًا مع لونِ الثلج.

يتراخى جسدُ هاري متزامنًا مع اطلاقِ هواءٍ عميقٍ دونَ ان يصدرَ صوتًا، وصعدَ الهضبةَ الصغيرة حتى وقِفَ بجانبِ نسختهِ الأكبر، ناظرًا للأسفل نحوه .. بينما فارس الظلام لم يُحرك عيناهُ مِن على الأمام ولو بمقدارِ انش، لينظرَ هاري امامهُ هو كذلك، ورأى مقدار انحدارِ الهضبةِ مِن الجهةِ الأخرى، وبهدوءٍ انحنى للأسفلِ متكئًا على يدهِ الُيمنى أولًا حتى جلسَ بِجانبِ الآخرِ بهدوءٍ شديد، بينما أخذ هاري نفسًا واحتضنَ ذراعيهِ ليقي نفسهُ مِن البرد، ومدَّ قدميهِ للأمامِ وكانت عيناهُ تتجهانِ للأمامِ كذلِك، ناظرًا الى السهول الواسعـة البيضاء، تظهرُ بشكلٍ جميلٍ مع السماءِ الرماديّة.

لطالما كانَ مًحبًّا للحظاتِ التأملِ في الطبيعة وهذا الهُدوء، يأخذُ كتابًا ويقرأهُ بِمفرده، لهذا كان أدرى بجميعِ المناطق المُختلفة في هارت ديفاريوس، وها هو فارس الظلام يفعلُ الشيء ذاته ..

في النهاية، هُما بالفعل لا يختلفانِ بتاتًا.

تحركَ رأسهُ للأسفل وعينهُ اليُمنى السليمة لجانبهِ الأيمن مُتعجبًا، فورَ ما لاحظَّ انَّ فارس الظلام مدَّ ذراعهُ اليُسرى حاملًا معه قنينةً حديديّةٌ متوسطةُ الحجم، بينما نظرَ هاري للآخر ورآهُ يشربُ مِن قنينتهِ الخاصّةِ والتي كانت طبق الأصل عن التي يعطيهِ إياه، حتى حملها منه وهو ينظرُ مطولًا وبتعجبٍ شديد ..

هاري يعرفُ نفسهُ جيدًا، لم يكُن مدمنَ شربٍ او يُفرطُ بشرب النبيذ إلّا ان كان في حالةٍ مزاجيةٍ سيئةٍ لحدّ الجحيم، فالشربُ يساعدهُ على التحلّي بالهُدوء والتوقف عن التفكير، ورغمَ انهُ لم يشرب بشراهةٍ منذُ فترةٍ طويلة وحتى في الشهورِ المنصرمةِ الأخيرة، فالآن لا يجدُ مشكلةً في شربها، على الأقل لخلقِ دفءٍ بداخلِ جسده يجعلهُ يتحمل هذا الطقس البارد اكثر.

لم يُفكر هاري بنوعيةِ النبيذ التي تحملهُ هذهِ القنينة الحديديّة، لكِن كل ما طرأ في بالهِ هذ نوعيةٌ لاذعةٌ بما تكفي لتشعرهما بالدفء، ليبعدَ الغِطاءَ عنها ويضعهُ بينَ شفتيهِ رافعًا رأسهُ وهو يغلقُ عينهُ مستعدًّا للذاعة الحارقة، لكِن تفاجأ بطعمٍ حلوٍ للغاية وسائلٍ ذو لونٍ اصفرَ باهتٍ دافئ ممـا سببت له الصدمة فيبصقها بجانبهِ وهو يمسحُ فمهُ بأعينٍ متسعة، وينظرُ للقنينةِ بغيرِ استيعاب، حتى ينظرَ للآخرِ بدهشةٍ ويقول :

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن