IV : تـوهج

157 18 36
                                    

You're the risk and i'm willing to take.

-

- قـبلَ ثلاثـةِ أعـوام -

يتـسابـقونَ بإحصنتـِـهم بأقصـى سُـرعـة , فـما كـانَ الفـوزُ مـحتـومـاً إلّا عـلى الشـقيقِ الأصـغر , فـأوقَـفَ فـرستـهُ نـاظراً للـخلفِ نـحوَ الآخـر , وتـعلـيهِ إبتـسامةُ النـصرِ و خُصلاتِ شـعرهِ الطـويل تسـقطُ عـلى وجـههِ بـشكلٍ مُـبعثـر .

فأوقـفَ الآخـر فرستـهُ أيـضاً وهـوَ يشـعرُ بِـخيبـةِ أمـلٍ ككـلِ مـرةٍ يتـسابقُ فيـها مـع شـقيقـهِ الأصـغر هـاري , فيـرفعُ قـزحـيتهُ البُـنيـة نـحوَ الأُخـرى فيبتـسمُ قـائلاً :

" سُحـقاً , أصـبحتُ بـطيئـاً مـقـارنـةً بِـك "

فـأخـرجَ هـاري ضـحـكةً خـفيفـةً لتُـظـهرَ الغـمازةَ المـوجودةَ في خـدهِ الأيـسر , فيـنزلُ مـِن على الفـرسـة فيُـوجهُ كـلامهُ لِشقيقه :

" مـا كـان عـليكَ أن تُـدربـني بِـقسوة .. آدم "

فـنزلَ آدم أيـضاً ويـرد : " نـعم , كُـنتُ سـأتوقف عـن تـدريبِـكَ إن كنتُ أعـلم أنـكَ ستُـصبحُ أفـضلَ مِـني "

" تستـحقُ ذلِـك "

فيُمـسكُ آدم الحـبلُ المـوجود عـلى أعـلى فرستِـه ليُرجعها للإسطبل ، فيـنظرُ لِـهاري رافـعاً حـاجبيهِ قائلاً بِـكلِّ بُـرود :

" حقـاً ؟ أستـحقُ هـذا ؟ "

فيـرجعُ هاري شـعرهُ إلى الوراءِ سـريعاً قـائلاً : " تـعلم .. أنـهُ فـخرٌ لـي بِـمنـاسبـةِ أننـي أولُ شـخصٍ يـكسرُ غُـرورك "

" هـاه " أطـلق آدم ضحـكةً سـاخِـرة , فيُـكمل بـعدها : " يـا لـهُ مِـن فـخر "

أرجـعا الفرستـين في ذلِـك الإسطـبل , وكـانَ هـاري يتـقدمُ بِـضعـةَ خـطواتٍ عـنِ آدم , فـما كـان عـلى آدم إلا أن يـرمي عـلى الآخـرَ طـينٌ عـلى شـعرهِ مِـن الخـلف , حتـى يـنظرَ هـاري لِـآدم بِـصدمةٍ فيقول :

" حـقاً !! آدم !! "

فيبتسـمُ آدم قـائلاً بـنبرةٍ مُستـفزة : " لـقد لـمحتُ عـنكبوتـةً مـا كـانت على شـعرك "

" لـقد أستـحممتُ صـباح الـيوم أيـها الـحقير " هـمسَ هـاري بـنوعٍ مِـن الغـضب وهـو يُزيحُ الطـين مِـن عـلى شـعره .

فيضـحكُ آدم و يـمشي سـريعاً ليـضعُ يـده اليُـسرى عـلى عُـنق هـاري و يُـقربـهُ لـه بِقـوةٍ قائلاً :

" إننـي أمزح يـا أخـي الصـغير "

فأمـسكَ هـاري بِـكفهِ بـضعاً من الطـين العـالقِ عـلى شـعرهِ و يـضعهُ عـلى وجـهِ أخـيه ويبـدأُ يـفركُ وآدم متـوقفٌ في مـكانه , حتى سـقطَ هـاري مِـن شـدةِ الضـحك .

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن