III : قـرار

201 22 33
                                    

Nothing is meant to be , you have to make it happen .

-

إعِتـلت الإبتـسامةُ وجهَ هـاري بيـنما ركـضَ الطِـفلُ ضـاحكاً بسـعادةٍ إلى أصـدقائـه ..
مـن الـذي سيـكونُ الأفـضلَ حـظـاً مِـن مُعـانقـه ذلِـك الفـارسُ الشـهير ؟ بالطـبعِ لا أحـد .

ظـلَّ هـاري يـنظرُ إليـه بِـرفقـه نـيثان حـتى تـراخت مـلامحهُ ليُـصبحَ الحُزن واضحاً عـليه .

" ألـم يُـغير والـدُك قـراره بـشأن تـجنيد المُـراهقـين ؟ " تـحدث نـيثان بيـنما كـان يـتكئُ بِـرفقـةِ هـاري في أحـدِ الأسـوارِ الخـشبيـة .

" لا " إكـتفى بِـهذه الإجـابة .

تنـهد نـيثان تـنهيدةً قـوية بيـنما تـحدث :
" ومـا رأيُـك بِـهذا المـوضوع ؟ "

" تـعلم رأيي نـيثان "

نـظرَ لذواتِ العـينان الزُمرديتـان عـاقداً حـاجبيـه , لقـد لاحظَ أنَّ هـاري لا مـزاجَ لـهُ في الآوانِ الأخـيرة .

" هـل حـدثَ شـيءٌ خـاطئ ؟ "

فـردّ هـاري أخـيراً بـنبرةٍ إنفعـاليةِ حـزينةٍ ممـزوجةٍ بِـغضب :

" لا أستـطيعُ التـخيل .. أنَّ أطفـالاً كـهؤلاء سيـتمُ تـجنـيدهم إجـباريـاً نـيثان ! أشـعرُ وكـأننـي أنـا المـسؤول بـعدَ رحـيلِ آدم , انـا مَن يـعتني بِـهم بـإدقِ وجـه ! ثُـم يـأتي أبـي ليُـقرر قـراراً مـصيرياً خـاطئـاً مِـثل ذلِـك .. إن هـذا جُـنون بالـحدّ ذاتـِه ! لا أستـطيع التـخيل بـأيّ شـكلٍ من الأشكـال كـيف ستـكون ردةُ فِـعلِ أهالي القريةَ عـندما يُـصدرُ أبـي هـذا القـرار .. أشـعرُ - .. "

تـوقفَ هـاري عـن الحـديثِ و بـدى وكـأنه يُـريد أن يجلبَ جـملةً مُناسبة , فبـعدَ ثـوانٍ أكـمل أخـيراً :

" بالخُزي .. أشـعرُ أنـني - .. " تـوقفَ ثـانيةً , ليقـولُ نـيثان بِهدوءٍ نـاظراً لـه :

" لا تنسى أنـهُ قـرار المـلِكِ آرجنت , ولـيسَ قـرارك "

" ولا تنـسى أنـني إبنـه الـذي يُحـبه جـميع مَن بالقـرية أيـضاً ! لا أُريـد ان أخـذُل الجـميع " هــمس هـاري يـائساً في آخِـر كـلامه .

" بالمُـناسـبة , مُـناقشة الامـر مـع القـادة سيستـمرُ لأسـابيع لِتـصل لـشهرٍ كـامل , و سـوف تـعقدُ الشـورى بـعدَ مـراسم الخُـطوبة - .. " قـاطـعهُ هـاري بِنبرةٍ هـادئة :

" الـتي هـي بـعدَ غـد , لا فـارقٌ في المـوضوع "

دحرجَ نـيثان عـينه بِـملل , قائلا :
" مـا يُـهم .. مَـقصدي في الأمـر يـا سـيد مُـجعد أنّ خِـلال هـذهِ الفتـرة لرُبـما يـعودُ آدم ! وحـينما يـعلمُ عن الأمـرِ سـوفَ يـواجهُ والدُكَ و يـوقِفُـه "

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن