XXI : توهجٌ زمرديّ

105 17 11
                                    

Happiness is a direction, not a place.

-

ذلِـك الكـابوس ذاتَـه يُراودهُ الآن , ذاتَ وجـهُ المرأةِ تبـكي دمـاً , تِـلكَ الممـلكـةُ الـسوداويـة , شـيءٌ مـا غريبٌ يحصلُ هُـنا !

إستيقظَ هـاري فَـزِعـاً والعرقُ يتصـبصبُ مِـنه , نـظرَ حـوليـهِ لِبرهـةٍ فأرخى رأسـهُ وأغـلقَ عـينيـهِ عـاقداً حـاجـبيه ..

الليلُ قـد حـلّ بالفـعِل , وقـد غـفى هـاري دونَ أن يشـعر بِذلك ..

وقـفَ سـريعـاً ولـم يرتـدي درعـهُ أو يـغسلَ وجـههُ حَـتى , وخَـرجَ مِـن غُـرفتـه وشـعرهُ المُبـعثر مُـبتلُّ مِـن العـرقِ ومُلتـصقٌ بِوجـهه , فـنزلَ للأسـفلِ ووضعَ يـدهُ عـلى كـتفِ أحـدِ الحُـراسِ الملـكييـن الداخـلييـن , فـنظرَ مُتفـاجئـاً مِـن ظُهورِ أمـيرهِ المُفاجئ , فإلتـفتَ سريعـاً بِـرفقـةِ الحَارسِ الآخـرِ وضـربوا التـحيةَ الملـكـية , فيقولُ هـاري لـهم بإنهـماكٍ واضح :

" مـاذا حـدثَ للفـارسِ لـيون ؟ "

أنـزلَ الحـارسُ يـده فيقولُ بـنبرةٍ رسمـية :

" إنـهُ لا يـزالُ عـلى قـيدِ الحـياةِ يـا سموّ الأمـير , لكِـنهُ لـم يستيقـظ بـعد "

تنـهدَ هـاري بإرتـياحٍ كـبير , ومـشى مُتـجهاً إلى الجـهةِ الأخـرى مِـن القـلعـة , ليلـقي نـظرةً ويتطمئنَ عـليه.

لم يـلبث كـثيراً فـها هوَ يـقفُ أمـامَ ذلِـك البـاب , فـدقَّ عـليهِ بشـكلٍ خـفيفٍ وفتـحهُ بـعدَ ذلِـك , فـنظرَ رافـعاً حـاجـبيهِ بتـعجبٍ فـورَ مـا رأى فـانوسـاً مُشعلاً ويُـضيئُ المـكانَ بـشكلٍ بسـيط , فسقـطت عـينـاهُ عـلى لـوكـا الـذي يجـلس بِجـانبِ ذلِـك الجـسد , وفـورَ مـا رأى هـاري حتى مسـحَ دمـوعهُ سـريعـاً وأنـزلَ رأسـهُ أرضـاً.

إقتـربَ هـاري ببـطؤٍ ووقِـفَ بِجـانبِ لـوكـا الذي يـجلسُ على الكُـرسيّ , ونـظرَ بِـهدوءٍ نـحوَ لـيون , الـذي يبـدوا شاحِـباً للـغاية.

كـانت دقائقـاً مِـن الصـمت , فكـسرهُ لـوكـاً قائلاً بـنبرةٍ بـاكـية :

" لا يبـدوا عـليهِ أنّـهُ سيتـحملَ أكـثرَ مِـن ذلِـك "

فصـمتَ هـاري لِثوانٍ , فيـردُّ عـلى الآخـرِ بِهدوء :

" أنـا آسـفٌ لإننـي لـم أستـطع إنقـاذه , تِـلكَ الزهرةَ الـتي تـحدثَ عـنها الطـبيب .. فـي الجـهةِ الجـنوبيـةِ مِـن العـالم , تـحديداً فـي ممـلكـةِ جورماي ( ممـلكـة عـادية ) , سيستـغرقُ الوصولَ إليـها ثـمانيـةَ أشـهرٍ وعـدةَ أيـام , جـسده ... لـن يتحـملَ كل ذلِـك الوقت "

وقِـفَ لـوكـا فـي وجـهِ هـاري غـاضباً وبوجـههٍ أحمرٍ مِـن البُـكاء , فيقولُ لـه مِـن بيـنِ أسنـانِك :

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن