XV : مملكة سوفادجيا

112 21 6
                                    

let's go somewhere nobody knows our names.

-

تـحـملُ قـوسـاً خـشبيـاً عـملـياً لِتـقومَ بالـصيدِ فـي فـجرِ يـومِ الأحـد , وهـي بالـفعـلِ إستـطاعت صـيدَ سنـجـابيـنِ صـغيـريـن , وهـذا سـيفـي بالغـرضِ لإسكـاتِ جـوعِ عـائلتِـها وجـوعِـها أيـضاً , لـكِـن ظـلّت تـبحثُ عـن المـزيـد , رغـمَ أنـها قـد ظـلّت سـاعـةً ونِـصف ولـم تـصطـاد إلا إثنـين .

كـانت خـفيفـةً جـداً في تـحرُكـاتِـها و شـعرُهـا الورديّ الطـويل النـاعم يتـحركُ بإنسيـابيـةً مِـن أبـسطِ حـركـة تـقومُ بِـها , ورغـم الضـباب الـذي يـحتـلُّ أطـرافَ الغـابـة إلا أنّـها كـانت تـرى جـيداً لإنّـها بالـفعلِ تـعودت عـلى ذلِـك , تُـركّـزُ عـينيـها الورديتـينِ عـلى الأشجـار المـحيـطة بِـها آمـلاً بـإن تـجدَ فريسـةً أخـرى , و القـوسُ كـانَ جـاهـزاً لإطـلاقِ السـهم الخـشبيّ الـشبهِ مُهتـرئ وهـي تـميلُ قليلاً آخـذةً وضعـيةَ الصـيد , فتـلتـفُ حـولَ نـفسِـها ببـطؤٍ شـديد , ففـجأةً .. تـرى جـسداً ضـخمـاً رجـوليـاً يـقفُ أمـامهـا مُرتـديـاً درعـاً رصـاصيّ اللـون حتى تـصرخُ وتـطلقُ السـهم عـليـه ..

ومَِـن حُسـن الحـظ , أنَّ درعـهُ كـان قـويـاً , و سـهمُهـا كـان ضـعيـفاً.

هـوَ لـم يتـفاجـأ أو يُذعـر , فـمنذُ بـادئ الأمـرهي لـم تلاحـظهُ خـلفـها وهـذا مـا تـوقعـه .

إستـقامت سـريـعاً وعـينيهـا تـحدّقُ فـي قـزحيـتـهِ الزمُـرديـة , بـدت فـي غـايـةِ التـوتر والذعـر ممـا حـصل , فلـم تستـطع قـولَ شـيءٍ له .

بينـما كـتّفَ هـاري يـديه نـاظراً لـها بِشـدة , حتى كـادَ أن يـثقـبَ عـينيها مِـن شـدةِ تـحديقـهِ لـها , فيقـولُ ممـازحـاً لـكِن بملامحٍ جادة :

" كـدتِ أن تقتـليني , مـاذا لـو قـمتِ بإصـابةِ رأسي ؟ كـان سينـفصلُ عن جسـدي "

أرخـت هـيَ قـوسـها وتـراخت , وبـدأت تـرتبكُ مِـن نـظراتِـه الثـاقـبة , فـتنزلُ عـينيها أرضـاً وتـقولُ بإرتـباكٍ واضح :

" أنـا آسـفة , لـم أُلاحـظكَ حقاً "

إرتـسمت إبتـسامةً غـير واضحـةٍ على شـفتيه , فيقـولُ لـها :

" حـسناً لا بـأس "

ثـمَّ مـاذا ؟

آيـنو هـي تِـلك الشـابـةُ ذات اللسـان السـليط , المُتـهورة , الـتي لا تـخجلُ مِـن شـيءٍ مـهما كـان ..

لـكِـن وجـودُ شـابٍ مـعها .. ولاسيـما وسيـمٌ هـكذا , دفعـها للتـوترِ الملـحوظ , فـهي أيـضاً تِـلك الشـابة الـتي تـفضحُـها عـينيها وملامحهـا.

لا زالَ هـاري يـنُظرُ لـها مُكتِـفـاً يـديهِ , فيقـول رافـعاً حـاجبـهُ الأيـسر :

" هـل سـنظـلُّ هُـنا للأبـد ؟ "

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن