IX : إختـفاء

129 19 13
                                    

open your eyes to the truth you've been denying

-

وقـفَ هـاري سـريـعاً وسـطَ الضـبابِ الحـالك و الظلام الشبه حاتم , هـوَ حـرفـياً لا يـرى شـيءً حـوليـه سـوى أنـه كـانَ مُدركاً أنـهُ يـخطو عـلى عـشبٍ جـاف , و حـركَ عـينيه عـلى الـسيفِ الـذي بـينَ يـديه , ورفـعهُ قـليلاً و رغـمَ الضـباب فهـوَ يـرى لـمعانـهُ الغـريب و الحـجرِ الأحـمرِ الـذي يعـتليه , وكـان وزنـهُ أثـقلَ مِـن سـيفهِ الـذي كُـسرَ بـواسطـةِ ذلِـك السـاحر .

رفـعَ رأسـهُ بـنظراتٍ ممـزوجـةٍ بالتـعجبِ والتـوتر , فـخطى قليلاً للأمـامِ قـائلاً وهـوَ يصـرخ :

" مـرحـباً !! هـل يـوجدُ أحـداُ هُـنا ؟ "

هُـدوءٌ مـريب , لا أصـواتَ لِـطيورٍ أو صـوتٍ لأيَّ شكـلٍ مِـن أشكـالِ الحـياة .

تنهـدَ بِهدوءٍ و إلتـفت للخـلفِ ناظراً حتى إرتـكزت عـينيهِ على مـكانٍ بـدت كـغـابةٍ طبيـعيةٍ وبسببِ الضبابِ لم يستطع أن يتأكـدَ من صحةِ إعتقاده , ليـعقدَ حـاجبيـهِ سـريعاً ويخـطوا خـطواتٍ سـريـعةً , وحيـنما إقتـرب .. سـرت تِـلك الرعـشة في كـامل جـسده , فـهو يـرى الآن حُـدود غـابةِ هـارت ديفـاريوس والنـهر الـذي يـفصلُ بيـنهم , فبـدأ يـنظرُ حـوليـهِ وهـو يستـعيبُ الأمـر ..

إنـه في الغـابةِ المـلعـونـة !

فـعادت عـينيهِ للجـهةِ الأُخـرى وهـوَ يـرى الفـرسـةَ مـاندي مقتـولـة , فأخـذَ نـفسـاً طـويـلاً وكـادَ أن يـعودُ للجـهةِ الأُخـرى وقـد خـطى خـارجَها و عـلى وشـكِ قـطعِ النـهر , لـولا أن أوقفتـهُ صـوتُ فـتاةٍ كـانت نـبرتُـها أنثـويـةً للـغـاية , قـائلةً :

" إنتـظر ! "

لـم تـكن نـبرةً صـارخـة او نـبرةً حـادةً مـرعـوبـةً , كـانت تِـلك وكـأنّـها نـبرةُ شـخصٍ قـد رأى مـا تمـناه , نـبرة هـادئـةً و مُتـعجـبةً و مصـدومـة , فنـظرَ هـاري يـمينـهُ بِهـدوء عـاقداً حـاجـبيه , فـإلتـفتَ بـعد ذلِـك لـيرى فـتاةً تـقفُ عـلى بـعدِ أقـدامٍ مِـنه , تـرتدي معـطفـاً مُهترئـاً زيتيّ اللـون يُغـطي جـسدها العـلويّ , تـضاربت أفـكارُ هـاري تِـلك الفتـرة , فـما كـان عـليه إلا أن يـقول :

" م - مـن أنتِ ؟ "

إقتـربت هـي ببـطؤ , وهـاري لا يـزالُ سـاكنـاً في مـكـانهُ يـنظرُ بِـجـديـةٍ لـها و يـحاولُ التـركيـز في وسـط الضـباب الكـثيف والظلام الذي يعتلي المكان .

فـخطت عـلى حـافـةِ الغـابـةِ المـلعـونـةٍ أمـام هـاري بـخطواتٍ قليلـةٍ جـداً فتـوقفـت أسـفلَ أشـعـةِ الشـمسِ التـي تـوغلـت قليلاً , فتـلك القُزحـيتانِ الورديتـانِ تـلمعُ كـالدحلتـينِ تنـظرانِ لِـقزحيـتا الآخـر الزمُـرديتـان بـنظرةٍ التأملِ والصـدمـة .

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن