LXXVIII : الإنطلاقُ نحوَ الجنون

59 10 53
                                    

#🌿 No gain without pain.

#تذكير : سينقذُكَ الله في اللحظةِ المُناسبة.


- بارت 78 -

بس حابه اقلكم انو يمكن الاسبوعين دي محا اقدر انزل بارت عشان بدأ الفاينل عندي، واسفه على التأخير الشهر دا 🙏🏻💙
استمتعوو


-

يقحمُ نيثان اصابعَ يدهِ على عينه حتى يبدأ في فركِـها، ويأخذُ ادراجهُ خارجَ الإسطبلِ بعدما تأكدَ مِن انَّ فرستهُ تحظى بقدرٍ كافٍ مِن الطعام، وسُرعان ما شعرَ بيدٍ ثقيلةٍ وضخمةٍ تمسكُ كتفه، وغفلَ لوهلةٍ حتى ارتُجفَ مُتفاجئةٍ وهو يرفعُ كتفيهِ ملتفتًا للخلف، حتى وجدَ القائد افلين الضخم ينظرُ له بإستعجاب مِن ردةِ فعلهِ الحساسة، ليتنهدَ نيثان سريعًا وهو يشيحُ بناظريهِ بعيدًا، ولم ينُكر الآخر انهُ رآى على الكولونيل نيثان اثار التعبِ والإرهاق.

" صباح الخير " قال نيثان، حتى وقفَ في مكانهِ وهو يضعُ يداهُ على خصره، لكِن لحظةُ الصمت القصيرة التي حدثت، جعلت نيثان الذي يعقدُ حاجبيه ويرفعُ الطرفَ الأمامي ينظرُ للآخر، الذي سُرعان ما قالَ بعدما تلاقت عيناهُ مع القزحيتين الزرقاء :

" اينَ كنتَ طوالَ هذا الوقت ؟ "

يتنهدُ نيثان، وينزلُ رأسهُ بإرهاقٍ وهو يرفعُ ذراعهُ اليسرى للأعلى مُبررًا حتى انزلها بقوةٍ لتصفعَ ساقه :

" كنتُ مشغولًا في أمورٍ خاصّة، أخذَ الأمرُ منّي وقتًا أطولَ ممـا توقعته "

" وهل سيكفي هذا التبرير في تبرئتكَ مِن استهتاركَ يا كروج ؟ "

" انا لم أحاول .. التبرير ! " يردُّ نيثان بنبرةٍ راخيةٍ غير واثقة وهو ينظرُ للآخر بطرفِ عينه، وصمـتا قليلًا، حتى يتنهدُ نيثان ثانيةً وهو يستقيمُ بِظهرهِ ناظرًا للآخر ويُضيف :

" كنتُ مستهترًا، اعي ذلِك وانا آسف، كان ينبغي لي ان اخبرُكَ على الأقل "

" كانَ يجدرُ عليكَ ذلِك، انا قائدُكَ في نهايةِ الأمر، ماذا كنتَ تظنُّ برأيِكَ عندما لا اجدكَ لفترةٍ طويلة ؟ انتَ ومُساعدُكَ الأيمن بليك .. اينَ كنتما طوالَ هذا الوقت بحقّ الجحيم ؟ "

" بليك انه .. انه متعبٌ قليلًا "

" لقد اصابتني الحمّى قبلَ عدةِ ايامٍ كذلِك، الطقسُ وما يجلبهُ لنا ليسَ إلّا عذرًا للأطفال "

" لقد .. فقد احدى قدميه .. في حادثة "

اتسعت عينـا القائد افلين، ونظرَ بإستنكارٍ حتى خطى للأمامِ ووشاحهُ الفرويّ القصير يتحركُ معهُ بإنسابية، حتى قالَ بإستنكارٍ ونبرةٍ صارمة :

" ما الذي حدث معه ؟ "

تعودُ ذكرى نيثان للخلف، وينفصلُ عن واقعهِ لأجزاءٍ مِن الثانية، ولاحظَ القائدُ افلين ذلِك، معالمُ نيثان ونظراتهُ تبدّلت نوعًا ما للذعر، وكأنهُ يسترجعُ شيئًا كان ينوي دفنهُ ونسيانه لفترةٍ طويلة، لكِن ان لم يطرقع بإصبعهِ امامَ وجهِ الآخر، لظلَّ نيثان يسهو في سرحانهِ الذي لم يبدو وانه يحملُ في طياتهِ شيئًا جيدًا.

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن