VIII : هـزيمة ساحقة

147 19 47
                                    

I hate being so in touch with my emotions .

-

فـي سـريرهِ يـغلقُ عـينيهِ بِهدوءٍ نـاصـتـاً إلى مـوسيقى حـفلِ التتـويج .

بِهذه الحـالـةِ مـنذُ سـاعتـين , وعـقلهُ اخـيراً تـوقفَ عـن التـفكير ليُـصبحَ في فـراغٍ كـبير .

أبـعدَ يـدهُ مِـن عـلى جـبينهِ وفتـحَ عـينهُ عـلى سـقفِ غُـرفتـهِ , فـأستـقامَ بِجـلستهِ نـاظراً إلـى الفـراغ , حتى حـركَ عـينيهِ بِـهدوءٍ نـحوَ قـنيـنةَ الشـراب التـي بِجـانبه .

إنـه لا يشـرب أو يسـكر , لـكنه لا يـعلم لـماذا قـد أخـذَها مـعه إلى غرفتـهِ .

رغـبةٌ جـامحـةٌ في الشـراب , فأخـذها و شـربَ مِنـها ليُغلقَ عـينه بِـقوة بسببِ لذاعتِها , و يُـبعدها عـن شفتـيه و يمـسحُ فمهُ بِـطرفِ قـمصيـه .
فـقرر أن يـرى الحـفلَ مِـن شـرفـةِ غُـرفتـه , فتـحركَ وبيـدهِ القنـينة مُتـجهـاً إلى الشـرفـة , فيتـكئُ نـاظراً إلى الأسـفل وإلى الجـمـيع .

يـالا السُـخـرية , رغـمَ انَّ الجـميعَ مذعـوريـنَ وحـزينين , إلا أنَّـهم يُظهـرون الفـرحَ و السـرور .

فتـحركَ بالداخلِ بعدَ دقائق واضعـاً قنينـهُ في طـاولتهِ الدائرةِ الصـغيرة بِجـانب الرسـالةِ التـي تلاقـاها قـبل يـومـين ولـم يفتـحهُـا, مِـن خـطيبتـهُ لـيديـا كـلاديوس .

نـظرَ مـطولاً لـها , فسحـبها و جـلسَ بقـوةٍ عـلى سـريرهِ لِـيقومَ بِفتحـها وقِـراءَتـها .

( عـزيزي الأمـيرُ هـاري ستـايلز )

إننـي أقـدمُ أسـفيَ الشـديد عـلى فُقـدانـكَ لـعزيزٍ مِـثلَ الأمـيرِ آدم ستـايلز , وأنـا اعـلمُ أنَّ مِـن الـصعبِ تتـقبلَ أمـراً حـزينـاً كـهذا , لكـن كُـلُ مـا عـليك أن تـتداركَ حُـزنُـكَ بأسـرعِ وقتٍ حتى لا تـقعَ في شـباكِ الحـزنِ لِتـضيعَ في مـتاهاتِـها , إننـي أتـفهمُ جـيداً مـا تـشعرُ بِـه , أنتَ تُنـصتُ لمئاتِ الكلـماتِ وتلتزمُ الصـمت , لأنـكَ إن تـحدثتَ لا أحـد سيفهمُـك .

عـزيزي هـاري ..

الحـياةُ حـرب , حـربٌ مـع ذاتِـك , و حـربٌ مـع ظُـروفِـك , وحـربٌ مـع الحـمقى الـذينَ صـنعوا هذهِ الظروف , فأستـمر للأمـام , ولا تُـلقي بـالاً لِـشيء , لأنَّ لا شيءَ أهـمَ مِـن نـفسِـك , فـأنتَ مـن تُـسندُ نـفسك , لا غـيرك .

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن