LXXX : اعترافٌ مُتأخر

104 7 42
                                    

#🌿 Whatever you do, do it well.

#تذكير : الأفضل لم يأتِ بعد.

- بارت 80 -

-


يرتشفُ الأميرُ جوشوا مِن قنينةِ المـاءِ حتى يُبعدَ بقايا الماء الرطبة عن فمّه وتعلقُ قطراتٌ منها على شنبهِ وذقنه، حتى يُرجعَ الماءَ بداخلِ العربةِ المُغلقـة ثمَّ يُخرجُ مِنها ثانيةً خبزةً باردة ويقضمُ مِنها بِجوع.

لقد تركَ المأونةَ وحقائبهُ بداخلِ العربة فوقَ المقاعد، وبدلًا مِن الجلوسِ هوَ بالداخل، قـررَ الجلوسَ بالخارجِ مع ليون، على الأقل ريثما يعودونَ لبفاريـا، وما ان يقتربونَ مِن الوطن .. حتى يجلسَ جوشوا بالداخل بِجانب حقائبه.

يمضغُ طعامهُ وهو ينظرُ لليون الذي كان حتمًا غاضبًا لكِنهُ وكالعادة يجيدُ التماسُكَ جيدًا، مِن حسنِ حظّ الأميرِ جوشوا انَّ صديقهُ المُقرب، احد فُرسانِ بفاريا هو لشخصٌ صبور، فشخصيةُ جوشوا حتمًا تدفعُ مَن حوله إلى حافةِ اعصابِهم وصبرهم ولاسيما وان كان قريبًا منهم.
يقفونَ في منتصفِ الطريق الخالِ تمامًا، كل ما يرونه هو ثلوجٌ على مدّ البصـر، وامامهم تمامًا يستطيعونَ رؤيةَ قريةِ هارت ديفاريوس والقلعـةِ الملكيّة.

هل تتسائلون ما الذي يجري هُنا الآن ؟ حسنًا .. دعوني اخبرُكم بالذي حدث.

1- انهُ يومُ خروجِهم مِن هارت ديفاريوس، لقد تمَّ كلُّ شيءٍ بسلاسـه، وكأنّهم هاربونَ مِن العدالة لكِن كان ليون جيدًا للغاية في التعاملِ مع ذلِك، وها هُم سالمين تمامًا.

2- قررو الخروج في صباحِ اليوم، فليلةُ البارحة كانت هُنالِكَ عاصفةٌ اشتدّت للغاية، وما ان تمكنا مِن الخروج، حتى مـِشيا وابتعدا بقرابةِ ثلاثِ ساعاتٍ تقريبًا، وهذا لا يُعتبرُ شيئًا لإنّهما حتى لم يخرجا مِن اراضِ هارت ديفاريوس بعد، والعودةُ لبفاريا تتطلبُ ليالٍ أخرى، لكِن زادَ الأمرُ صعوبةً مع الثلوج المُتراكمـة، والحُصانين المسكينين تنقطعُ انفاسهُما كل نصِ ساعةٍ مع هذا الطقسِ الغير رحيم وجرّ العربةِ الثقيلة فوقَ ثلوجٍ عالية.

فهل هُم الآن يأخذونَ استراحةً بسيطة مِن اجل الحفاظِ على حياةِ الحصانين ؟ هاها .. بالطبعِ لا.

هارت ديفاريوس امامهم، والقريةُ واضحةٌ بما فيهِ الكفاية مِن هذا البُعد، فإن كانا ذاهبين إلى بفاريا، أليسَ مِن المُفترض ان تكونَ هارت ديفاريوس خلفهم ؟ وعلى الأقل في منطقةٍ ثلجيةٍ آنية ؟

إليكم ما حدث ..

الأميرُ جوشوا ظلَّ عابسًا طوالَ هذا الوقت، كالأطفال. لم يكُن حتى يستطيع تخيلَ انَّهُ سيعودُ في اكنافِ بفاريا ثانيةً، لم يكُن مستعدًا للدراما التي ستحدثُ بعدما اختفى لقرابةِ سنةٍ مِن الآن.

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن