XII : على وشـك

115 19 14
                                    

If i'm in your mind, let me know.

-

لـطـالما تـمنى أن يكتـشفَ صـديقهُ القـريب سـببَ وجـودِ اليـاقوتـةِ التـي لـديه , وكـانت مـعجـزةً أنـهُ تـقدّمَ خـطوةً للحـقيقـةِ ..

ومـاذا الآن .. أسـيمنـعهُ مِـن ذلِـك ؟

نـيثـان إخـتارَ مـا كـانَ عـليهِ أن يـختـاره مُـنذُ الـبدايـة , خـيارَ الـوقوفَ مـع هـاري ولـيسَ ضـده , هـوَ كـادَ بالـفعلِ أن يتـشاجرَ مـع هـاري لولا أنـهُ أبـصرَ الحـقيقـة , حـقيقـةَ أنَّ هـاري صـديقهُ ولـيسَ عـدوه .. و حـقيقـةَ أنَّ المُـبارزة ستنتـهي بِـمقتـلِ نـيثان دونَ أدنى شـك .

كـان نـيثان كـروج يـقفُ بِهـدوءٍ نـاظراً لِسيفـهِ الـذي بيـن يـده وإلتـفت ببطـؤٍ نـحـوَ هـاري الـذي يجري سـريـعاً بِحـصانهِ .

لقـد تـوصّلـوا لحـلٍ مـا في نـهايةِ الأمـر .. فهـاري لا يـودُّ قـطعـاً قتلَ صـديقه .. ومِـن جـانبِ نـيثان فـهوَ لا يـودُّ أن يُقـطعَ لأجزاءٍ صـغيرة ..

كـانت الخُـطةُ خـاليـةً مِـن التـعقيـد وتنصُ على :

هـنالك إحتـمالاً وضعـوهُ بإن هـاري لرُبـما لـن يضطـر للمـكوثِ أسـابيـعاً عـند دخـوله لممـلكةِ اللامكان , لرُبـما يستـطيعُ الخـروجَ في ذاتِ الـيوم , وإن أستـطاعَ ذلِـك فسيذهب لنـيثان عـندَ نقـطـةٍ قـام بِتـحديدها للآخـر و إنتظار هاري ريثما يعود .

و إن لـم يـعد هـاري بحـلولِ السـاعـةِ الـثـامنـةِ مسـاءً , فعـلى نـيثان أن يـطعنَ نـفسهُ بـسيفـهِ فيـعودُ مُـشيراً للمـلكِ آرجنت أنـهم تـعرضـوا للِهـجوم و حتى لا يقتـلوهُ إضطـرَّ هـاري بالتـضحـيةِ بِنـفسـهِ لأخذهِ كرهـينـةٍ و سلّـمَ سيـفهُ لـهم منقـذاً بِذلٍك صديقـهُ المُصـاب .

تنـهدَ نـيثان مُـنزلاً رأسـهُ وغـرسَ سـيفهُ بالعـشبِ متكـئـاً عـليه مُتـمنـياً أنّ كـلّ شـيءٍ سيـكونُ عـلى مـا يُـرام .

بينـما هـاري كـان يُسـرعُ بالحصـانِ وشـعرهُ البُـني المُـجعد يتـطاير مِـن شـدةِ سـرعتـه , فـها هـوَ يـكادُ يـكشفُ حـقيقـةَ كـلَّ شـيء .. وهذهِ اللـحظةُ الـتي كـان يتـمناها منذُ صِـغره .

تِلـك السـاعةُ مضـت بالتـفكيرِ المُبالغِ فيـه , فـوصلَ ونـزِلَ مِـن علـى فرستـهِ نـاظراً أمـامهُ بِـجديـةٍ , إلى الغـابةِ الملـعـونة .. أو كـما أشـار لـها ذلِـك الكـتابُ المُـريب , ممـلكةُ اللامـكان .

تـركَ الفـرسـةَ بِجـانبِ الشـجرةِ المُعـمرةِ وعـينهِ ترتـكزُ في الجـانبِ الآخـرِ مِـن النـهر , فـمشى و تـخطى النـهرَ وهـو يمـسكُ سـيفـهُ المـوضوعِ عـلى جـانبِ خـصرهِ بـجدية , حتى تـوقفَ أمـامَ الغـابـةِ وبـلعَ ريقـهُ فيـخطـوا للداخـلِ ببطـؤ , فـبدأ المـكانُ يعـلوهُ الضـبابُ الكـثيف , فـضغـطَ عـلى أسـنانهِ شـاعـراً ببـعضٍ مِـن التـوترِ الـذي كـان واضحـاً عـليـه , فـتـعمقَ بِداخـلِ الغـابـةِ الهـادئـةِ بـشكلٍ مُـريب , حتى تـحدثَ بصـوتٍ مُـرتفـع :

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن