XCI : الابتسامةُ الشهيرة

59 9 76
                                    

#🌿 Train your mind to be calm in every neagtive situation.

#تذكير: اعقد هُدنةَ سلامٍ مع روحِك لتستريح قليلًا.


- بارت 91 -


-


كانت قدماهُ تدهسُ على العشبِ وعلى بقايا الثلوج التي بدأت تذوبُ قليلًا، تتخللُ رائحةُ الطبيعةِ الى انفهِ لتشعرهُ بالسلامِ الحقيقيّ، وهذا ما تركهُ يبتسمُ بهدوءٍ بينهُ وبينَ نفسهِ وهو يتجهُ تحديدًا الى مكانهِ المعتادِ اسفلَ تِلك الشجرة، ولكِن لم تكُن تِلك المنطقةُ خاليةً كالعادة، لم تعد بقعةً هادئةً او مجهولة، يرفعُ رأسهُ فورَ ما اقتربَ وتسقطُ على اذناهُ صوتُ الضجيجِ المُفتعل مِن اصدقائه، رؤيتهم يتناغمون ويتصرفون على طبيعتهم تركت السعادةَ تنمو اكثرَ واكثرَ في صدرِ هاري، ليتكئَ على احدَ الأشجارَ البعيدةِ عنهم قليلًا، يتكئُ بكتفهِ الأيسر وهو يحتضنُ ذراعيهِ لصدره، ينظرُ مُبتسمًا لهم.

لُوراس، شقيقُ آريا.. هو عكسها تمامًا، هادئٌ للغاية ولطيفٌ الى الآن، لم يـرى هاري طابعًا عنيفًا او مُندفعًا كشقيقته، انهُ يتحكمُ وبذكاءٍ بانفعاله، ومِن الطبيعيّ ان يكونَ سريعَ الغضب ولكِنهُ يدفنُه سريعًا ويتفاعلُ مع الأمر جيدًا، وهذا ابدى نضجهُ الكامل، وبدى لِهاري انهُ شخصٌ يفهمُ طبيعتهُ وكيف يتصرف معها.

لُوراس وبسهولةٍ أدركَ العلاقةَ بينَ شقيقتهِ آريا والأمير جوشوا، لكنهِ لم ينبس ببنسِ شفّة، شعرَ وكأنّهُ لا أحقيةَ له في التدخلِ في مشاعرِ شقيقتهِ رغمَ انهُ لم يقتنع انَّ هذهِ الاندفاعية المجنونة قد وقعت في حبّ أمير على وشكٍ ان يتوّجَ ملكًا لبفاريا بعدَ عدةِ ايّام، انه يفكرُ بمنطقيّةٍ شديدة، ولكِنهُ وبكلّ هُدوء .. تركَ الأمر يعود لآريا، التي لا تزال تتشاجرُ مع جوشوا الى هذهِ اللحظة.

وبالعودةِ لهما، جوشوا وآريا، كانَ ليكونَ الأمر اكثرَ انسيابيةٍ وسهولة بعدَ ان انزاحت اللعنة منهما، هذا ما كان يعتقدهُ جوشوا المسكين، لكِن ازدادَ الأمرُ سوءًا، ولم يعد يفهم ما تحملهُ الأخرى مِن مشاعرٍ اتجاهه، فهذا الأحمق لا يُدرك انَّ الأخرى تشعرُ بالذُعرِ الشديد بعدما ادركت الأمر الواقع .. في واقعٍ انّها تحبُّ اميرٍ سيصبحُ ملكًا قريبًا للغاية، هذا ما تركَ الذعر والتخابطُ ينمو بِداخلها، وتفرغهُ عن طريق التصرف معهُ وكأنهُ قطعةٌ مِن الخراء.

يبتسمُ هاري عندما يلتقطُ مع فعلتهُ آريا الآن، تقفُ وتأخذُ خطواتها لتأخذَ قطعةً مِن الكرز، وخلالَ عودتها هي قامت بشدّ شعرِ جوشوا الذي صرخَ متألمًا وهو يفركُ شعرهُ وينظرُ لها متذمرًا بنظراتٍ حزينةٍ على حالهما، فتجلسُ هي بِجانبِ آينو التي كانت تبتسم، وتُخبره :

" ستتوجُ ملكًا بعد اقلّ مِن اسبوع، ألم تفكر بقصّ شعرك المقرف ؟ "

" شعري ليسَ مقرفًا ! حبًا للإله يا آريا ما بالُكِ ؟ "

الياقوتة الزرقاء | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن