فُتح باب المنزل، لتدلف "نورسين" برأسها أولا، باحثة بعيناها عن أحد أمامها، لتدلف بباقي جسدها وهى تحمل حقيبة المدرسة الصغيرة على ظهرها، مُغلقة الباب خلفها بهدوء، وهى تغلق عيناها بشدة خوفا من إصدار أي صوت.
تنفست "نورسين" براحة وهى تضع يدها على صدرها عندما لم يصدر إغلاق الباب أي صوت، لتبتسم بإتساع وهى تلتفت بسعادة شديدة، متحركة من مكانها بخطوات مُتسحبة، كأنها لص يحاول الفرار بعد أن قام بسرقة ما يريد من مقتنيات.
صرخة قوية خرجت من فاه "نورسين" الصغيرة، والتى للتو أكملت عامها الرابع فقط، لتلتفت وهى تقفز في مكانها برعب وهى مازالت تصرخ بخوف.
-بتصرخي، إنتي لسه شوفتي حاجه علشان تصرخي، ده أنا هنططك زي القرود يا نورسين.
-يا ماما أنا معملتس حاجة.
صاحت "نورسين" ببراءة بحروفها المبعثرة، وهى تحاول إستجداء والدتها بنظراتها البريئة، ولكن والدتها لم تتأثر ولو قليلا، وأخذت تصيح فيها بغيظ:
-معملتيش حاجه! أومال لو كنتي عملتي يا "نورسين"! أنا المدرسة تكلمني وتقولي إتبعت مع بنت حضرتك جواب إستدعاء ولي أمر!
صاحت "نور" بغير تصديق، وهى تنظر إلى تلك الصغيرة التى تقف أمامها ببراءة شديدة، لتصيح "نور" مرة أخرى:
-دي أول مرة تحصل، أول مره يجيلي إستدعاء ولي أمر، عمري ما جربت الشعور ده.
-أي خدمة، بخليكي تجربي حاجات جديدة أهو.
صاحت "نورسين" بإبتسامة واسعة، وهى تغمز إلى والدتها في نهاية حديثها، لتصيح والدتها بنفاذ صبر، وهى تعيد إمساك "نورسين" من ياقة ملابسها المدرسية، وهى تقوم بهزها بيدها ، صائحة بها:
-والله ما انا رايحة معاكي في حته، لما لسه أول إسبوع فى الحضانه وجيبالي إستدعاء ولي أمر علشان ضربتي ولد، أومال لما تدخلي المدرسة هتعملي إيه؟
-هضلب ولاد كتير.
صاحت "نورسين" بطفولية، لتصرخ والدتها بغيظ شديد منها، ومن تصرفاتها وحديثها هذا، لتترك ملابسها مادة يدها إلى "نورسين" متحدثة معها بحزم:
-هاتي الجواب.
ذفرت "نورسين" بإنزعاج، وهى تزيل حقيبة مدرستها من على ظهرها، عابثة بها قليلا وهى تتمتم بنبرة خفيضة:
-مس فاهمة أنا يعني عملت إيه لده كله.
أخرجت "نورسين" ذلك الظرف الأبيض من حقيبتها، معطية إياه إلى والدتها، التى صاحت بها بغيظ:
أنت تقرأ
خطأ محبب
Romanceأخطاء الآباء يقع بها الأبناء، و لكن يبدو أن الخطأ متوارث، فهو خطأ مُحبب. "الجزء الأول" حملت بها والدتها في الوقت الخطأ، كان إنجابها خطأ، حياتها الجنونية مليئة بالأخطاء، حتى عندما وقعت في الحب وقعت مع الشخص الخطأ في الوقت الخطأ ولكنها لم تبالي في نها...