part 28

2.5K 189 17
                                    

خرجت "لمياء" متقدمة من الجالس الذي يداعب كلبه بهدوء، متحدثة بخفة:

-معلش يا فندم ربع ساعة بس وحضرتك تدخل لأن الدكتورة معاها تليفون مهم.

-مفيش مشكلة.

تحدث صاحب الكلب بهدوء وهو يبتسم بخفة، لتومئ له "لمياء" بهدوء متحركة من أمامه، ليقوم بإيقافها الطبيبة الأخرى التي بالعيادة، متحدثة بنبرة غريبة:

-لو دكتورة "نورسين" مشغولة ممكن أباشر أنا الحالة.

رفعت "لمياء" حاجبها متحدثة:

-هو حضرتك بتتكلمي كدا ليه يا دكتورة؟

-بتكلم إزاي مش فاهمة! ده أسلوبي دايما.

علقت الطبيبة على حديث "لمياء" التي أومأت لها بالنفي متحدثة:

-لا يا دكتورة إنتي صوتك مش هادي كدا، ده لسه من خمس دقائق بس صوت حضرتك كان مسمع لآخر الشارع علشان العاملة إتأخرت على ما جابت لحضرتك القهوة بتاعتك، صوتك إتنبح من الزعيق طيب علشان كدا بتتكلمي كدا ولا إيه! أعملك نعناع طيب؟

ظلت "لمياء" تتحدث بإعتيادية شديدة غير مدركة لغضب التي أمامها الذي يتفاقم كلما تفوهت بكلمة جديدة ، ومازاد غضبها أكثر هو محاولة الجالس في كتم قهقهاته، لتنفجر بغضب:

-صحيح مينفعش أتعامل معاكي معاملة بني آدمين، ده الحيوانات بتفهم عنك يا بهيمة إنتي.

نظرت "لمياء" بإنكسار إلى من تقف أمامها عاجزة عن الرد عليها نظرا لمركزهم المتفاوت، فهي من أسفل الطبقات ومن تقف أمامها وتشبهها بالحيوانات بل وأدنى أيضا من طبقة عالية للغاية، طبقة مشابهة لطبقة "نورسين" رغم إختلاف الشخصية كليا.

لم تستطع "لمياء" مجابهة من تقف أمامها، لتبتلع الغصة التي في حلقها، ملتفة إلى الجالس الذي يتابع ما يحدث متحدثة معه بهدوء:

-حضرتك تقدر تتفضل تدخل دلوقتي، ولو حابب تغير الدكتورة، الدكتورة مع حضرتك وهتكون أكتر من مبسوطة إنها تقدم المساعدة، عن إذنك.

أنهت "لمياء" حديثها بأعين مليئة بالدموع متحركة سريعا من مكانها مغادرة لمكان بعيد عن الأعين حتى تخرج مكنونات صدرها الحزينة.

نهض المعني من مجلسه ممسكا بالكلب الخاص به، واقفا بجانب الطبيبة، متحدثا بنبرة خفيضة وصلت إلى مسامعها بشكل جيد للغاية:

-أنا مش شايف فرق بينك وبين الحيوانات علفكرة، انتوا الإتنين معندكوش عقل ولا مشاعر إنسانية، رغم إن الحيوانات بتتأثر وبتنفذ التعليمات دليل على إنها بتفهم شويه، وسبقوكي في دي كمان، يعني إنتي في مرتبة أقل من مرتبة الحيوانات كمان، يلا يا "روي" قبل ما تتعدى من الغباء.

خطأ محببحيث تعيش القصص. اكتشف الآن