ألقت "نورسين" نظرة أخيرة على نفسها في المرآة بعد أن قامت برش بعض العطر النفاذ على رقبتها وخلف أذنها ووريدها.
قامت بإلقاء قبلة في الهواء إلى إنعكاسها الذي ظهر جليا في تلك المرآة الصافية أمامها، لتلتفت مغادرة الغرفة نازلة إلى الأسفل عندما رن هاتفها.
-إيه الحلاوة دي!
صاح "عمر" بإعجاب وهو يتفحص إبنته التي إلتفت حول نفسها وهي تبتسم بإتساع وهي تتحدث بسعادة كبيرة:
-إيه رأيك؟ عليا النعمة خايفة لحسن أكون أحلى من العروسة ذات نفسها.
-إستني أما أرقيكي وإنتي حلوة وقمر كدا، وإنتي داخلة القاعه قولي المعوذتين، ولو حد قالك إنتي حلوة كدا ليه قولي ما شاء الله وخمسي في وشهم كدا وميهمكيش.
صاحت "نور" التي أتت لترى إبنتها هي الأخرى، لتتنهد "نورسين" بخفة وهي تتحدث:
-أعمل إيه يعني وأنا واخده جيناتك القمر، محدش قالك خلفيني وأديلي كل ملامحك الحلوة دي يا "نور".
صاحت "نورسين" تمازح والدتها التي إبتسمت لها ضامة إياها إلى صدرها، وأخذت تهمس ببعض الآيات القرأنية، متحدثة بعد ذلك:
-ربنا يعمي بصيرة الناس الوحشة أم عيون مدورة عنك، ربنا يحميكي ويصونك من العين.
-خلاص بقا يا ماما.
صاحت "نورسين" وهي تبتعد عن والدتها مخرجة هاتفها الذي يرن مرة أخرى من حقيبتها مغلقة الإتصال، وهي تذفر بحنق:
-ياباي على الزن بتاع "لينا"، أصلا أنا مش عارفة يا بابا إنت خليتهم يجوا معايا ليه، أنا كنت هروح بعربيتي وأرجع تاني بعربيتي.
-كدا أحسن يا "نورسين"، وأهو "زين" معاكم علشان لو إتأخرتوا وكمان "ليان" وخطيبها.
-قصدك جوزها.
صاحت "نورسين" وهي تنظر إلى والدها الذي نظر لها قليلا، متحدثا بهدوء:
-لا خطيبها، أنا بس وافقت على كتب الكتاب علشان خاطر والدته، لكن هو في نظري خطيبها وبس لسه، هيبقى جوزها لما يعمل فرح وهي تلبس الأبيض، غير كدا لا.
-والست والدته بقا عملتلك إيه علشان تراعي خاطرها يا سي "عمر".
-إلبس يا باشا، طيب أسيبكم أنا بقا تنهوا نقاشكم ده وأطلع أنا "للينا" قبل ما تقتلني.
صاحت "نورسين" وهي تتحرك من مكانها، ليصيح والدها بسرعة قبل أن تغادر:
-مترقصيش يا "نورسين" في الفرح، وبلاش جنان.
أنت تقرأ
خطأ محبب
Romanceأخطاء الآباء يقع بها الأبناء، و لكن يبدو أن الخطأ متوارث، فهو خطأ مُحبب. "الجزء الأول" حملت بها والدتها في الوقت الخطأ، كان إنجابها خطأ، حياتها الجنونية مليئة بالأخطاء، حتى عندما وقعت في الحب وقعت مع الشخص الخطأ في الوقت الخطأ ولكنها لم تبالي في نها...
