الفصل الثاني:أنا آسفة

6.4K 224 7
                                    

عادت لوسيانا راكضة تتلفت يمينًا ويسارًا، يخالجها خوف من أن تكون مطاردة مرة أخرى. وجهتها محل بيع الورود، رغم عدم تأكدها من وجود المرأة أو العثور على حقيبة سفرها. لكن قالت في نفسها: "المحاولة أفضل من الجلوس مكتوفة الأيدي." المشكلة أن لوسيانا لا تتذكر وجه المرأة جيدًا، فقد لمحتها لمحة عابرة فقط.

عندما وصلت إلى المحل، دخلت وقرعت الجرس الموضوع على الطاولة. تقدمت نحوها امرأة في الخمسينات من عمرها، تحمل باقة من الورود المرتبة بعناية، وكأنها لوحة فنية تريح النظر.

"مرحبًا، أنا لوسيانا، آسفة إذا لم تتذكريني، أنا الفتاة التي تركت حقيبة سفرها هنا وطلبت منك الاحتفاظ بها لفترة قصيرة. لم أكن أستطيع الانتظار لسماع ردك، فقد كنت في عجلة من أمري. آسفة على ذلك."

ابتسمت بائعة الورود وقالت: "أهلاً، نعم أذكركِ. لأكون صادقة، لقد ترددت في إبقاء الحقيبة هنا، بل فكرت في الاتصال بالشرطة خشية أن تحتوي على شيء مشبوه. قلت في نفسي، إن لم تعودي قبل غروب الشمس وقبل إغلاق المحل، سأبلغ الشرطة. لكن قبل أن أعطيك الحقيبة، هل يمكنني التأكد أنها لكِ؟"

أجابت لوسيانا بتوتر: "أنا آسفة حقًا، لم يكن قصدي أن أسبب لكِ القلق. تعرضت لحادث ولم أعرف ما أفعل، وأنتِ كنتِ أقرب شخص لي. لا تقلقي، لا يوجد في الحقيبة أي شيء مشبوه، فقط ملابسي. يمكنني إثبات ملكيتي لها."

فتحت لوسيانا الحقيبة وأخرجت ملف التسجيل الجامعي وبداخله صورتها، بالإضافة إلى بطاقة الجامعة.

قالت بائعة الورود مبتسمة: "لا بأس عليكِ، لم أتهمكِ بشيء، فقط احتياط أمني. توقفي عن الاعتذار، يبدو أنكِ مررت بيوم صعب. كل شيء سيكون على ما يرام. تذكري، كل شيء سيمر. ابتهجي ولا تيأسي، فالحياة تستمر رغم كل الصعاب."

امتلأت عينا لوسيانا بالدموع، لكنها كظمتها. وعدت نفسها بأن لا تبكي بسهولة وأن تصبح أقوى، فهي الآن وحدها. همت بالمغادرة، لكن المرأة أوقفتها وأعطتها وردة بنفسجية جميلة وقطعة من الكعك.

قالت المرأة: "خذي، ربما تحسن من مزاجكِ قليلاً. واعتني بنفسكِ، فهناك الكثير من حالات السرقة هنا، خصوصًا للأجانب."

فرحت لوسيانا بمعاملة السيدة لها، فقد رفعت من معنوياتها. شكرتها ووعدتها بأنها سترد لها الجميل ولن تنساه أبدًا.

مع اقتراب غروب الشمس، لم تكن لوسيانا تدري ما تفعل. هل تذهب للشرطة أم تتجه إلى المستشفى الجامعي؟ قالت في نفسها: "إذا ذهبت للشرطة، قد يعتبرونني مهاجرة غير شرعية ويحتجزونني لعدم امتلاكي لوثائق تثبت هويتي. المشكلة الأكبر هي أن أكشف نفسي لأولئك الذين استهدفوا حقيبتي. ماذا يجب أن أفعل؟ القنصلية ليست قريبة، وبالتأكيد مغلقة الآن. يا إلهي، ساعدني، لا أعرف ما أفعل."

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن