الفصل عشرون: إبقى معي

4.2K 145 8
                                    

رغم محاولاتها المستميتة لكبح الدموع، غلبتها الأحاسيس، وبدأت الدموع تنهمر على خديها بحرقة. حاولت لوسيانا جاهدة أن تكتم صوت بكائها، لكن الألم كان أكبر من قدرتها على التحمل. في تلك اللحظة، اقترب كيليان منها بهدوء ورفق، مسح دموعها بأنامله بلطف، ثم جذبها نحو صدره. كانت يداه تربتان على ظهرها في صمت، كأنه يحاول أن يبعث إليها بشيء من الأمان، من دون الحاجة إلى كلمات.

تدريجيًا، بدأت لوسيانا تهدأ، بينما تبتعد عنه ببطء، وكأنها تستجمع شتات نفسها. مسح كيليان بعناية آخر دمعة انزلقت من عينيها، ثم قال بصوت يجمع بين الحزم والحنان: "لوسيانا، دعينا نكون واضحين. أنتِ لست السبب في ما حدث. طلبك كان طبيعيًا، جزءًا من حياة عادية. هذا المجرم، هو الوحيد المسؤول. لا يمكن لأحد أن يلومك على شيء، هل تفهمين؟"

رفع كيليان رأسها برفق، مستخدمًا إصبعه ليجعلها تنظر في عينيه مباشرة. تابع بصوت أكثر هدوءًا: "لا تسمحي لأي شخص أن يضع هذا العبء على كاهلك. هذا أولًا. وثانيًا، هل تظنين أن والديك كانا يرغبان في أن تستهلكك الأحزان وتظلّي عالقة في الماضي؟ أعلم أن الأمر ليس سهلاً، لكنه ضروري. عليكِ أن تمضي قدمًا. لا تيأسي، لستِ وحدك. هناك من يحبونك ويريدون أن يرونك بخير. كوني قوية، من أجلهم... ومن أجلك."

هزت لوسيانا رأسها بالإيجاب، ثم مسحت بقايا الدموع عن وجهها، وظهرت على محياها ابتسامة صغيرة، خجولة، مليئة بالامتنان

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هزت لوسيانا رأسها بالإيجاب، ثم مسحت بقايا الدموع عن وجهها، وظهرت على محياها ابتسامة صغيرة، خجولة، مليئة بالامتنان.

"شكراً لك"، همست بهدوء، محاولة أن تستدير برأسها نحو الصوت المفاجئ الذي سمعته في الخلفية، صوت شيء يتكسر. ولكن كيليان، بحركة حازمة وهادئة، منعها من الالتفات، وأبقى عينيها متصلة بعينيه، مقربًا إياها نحوه أكثر، وقال بصوت مطمئن: "لا تخافي، إنه أحد رجالي فقط."

في تلك اللحظة، شعرت لوسيانا بشيء غريب. كانت يداها تمسكان بقميصه عند بطنه، وبدأت تشعر بسائل دافئ يسيل بين أصابعها. رفعت يدها ببطء نحو عينيها، وصدمت لرؤية اللون الأحمر يلطخها. إنها دماء. رفعت صوتها بقلق مفاجئ، منادية باسمه دون أي رسميات: "كيليان..." نظرت إليه بقلق وترقب، تبحث في عينيه عن تفسير. أما هو، فقد بدا وكأنه شُدَّ إلى عالم آخر للحظة، مستمتعًا بسماع اسمه من شفتيها، وكأنها المرة الأولى التي يُنادى بها بهذا الشكل.

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن