الفصل الواحد و العشرون: خطوبة.

3.5K 134 4
                                    

فتح كيليان الباب، فاستدار المخترق ليواجهه مباشرة. كانت الصدمة واضحة على ملامح كيليان، وكأن الزمن توقف للحظات قبل أن ينطق بصوت متحشرج:

"لوكا...!"

كانت دهشة لوكا لا تقل عن مفاجأة كيليان، وشيئًا فشيئًا تحولت ملامح كليهما إلى غضب مكتوم. تمالك كيليان نفسه وأكمل بتوتر:

"إذن... أنت الهاكر؟"

رد لوكا بنبرة حادة، "وأنت... من تكون؟"

تقدم كيليان خطوة نحو لوكا، وقال بصرامة، "اذهب وابتعد، هذه ليست أعمالًا لك."

لكن لوكا لم يتراجع، بل اشتعل غضبه وصرخ بصوت جهوري، "ومن أنت لتتدخل فيما لا يخصك؟ وكأنك في وضع يسمح لك بالحكم علي! ثم استدرك، وتابع بنبرة أخف حدة، "أما بخصوص العمل، فإذا لم أتعامل مع هذه العصابة، فأستطيع إيجاد أخرى. لدي كل المعلومات، أحتاج فقط إلى القوة. وعلى ما أذكر، كنت أنت من احتجت إلي..."

قبل أن يكمل لوكا كلامه، أمسك كيليان بقبضته قميص لوكا بقوة، مقاطعًا إياه بغضب، "في ماذا تفكر؟ هل أنت غبي؟! لما تحشر نفسك في عمل كهذا؟ أتظنه سهلاً وستتمكن من التملص منه بسهولة؟ ألا تفكر في لوسيانا؟ أنت كل ما تبقى لها!"

أبعد لوكا يد كيليان عنه بقوة، وقال ببرود، "اذهب إلى الجحيم."

توجه نحو الباب باندفاع، فتصادم مع لوثر الذي كان يقترب.

"ماذا يحدث هنا؟ لماذا كل هذا الصراخ؟" سأل لوثر بقلق.

رد لوكا وهو يمسك بالباب، "لن أعمل معه. أنا ذاهب."

حاول لوثر تهدئته، "انتظر قليلاً، سأحل المشكلة. لا تتسرع." ثم أشار إلى أحد الرجال الواقفين بالقرب من المكتب، "خذ كيانو إلى غرفة الضيافة."

غادر لوكا المكان، ودخل لوثر المكتب حيث كان كيليان يقف متوتراً.

"ماذا فعلت؟ سنخسر كيانو، إنه كنز لا يجب أن نفرط فيه." قال لوثر بقلق.

رد كيليان وهو يشد على أسنانه، "كيانو؟! ...إنه أحمق. أعرفه، هذه ليست حياة يمكنه تحملها. لكنه أعمى ولن يغير رأيه. يريد الانضمام إلينا واستعارة السلاح مقابل خدماته."

أومأ لوثر برأسه وقال، "أعلم، ويمكنك أن ترى أنه ليس من هذا العالم. لكنه يريد الانتقام، وهو مصمم على ذلك. لن يتوقف. لذا، أقترح أن تبقيه قريبًا منك إذا كنت تريد حمايته، لا أن تبعده."

تأمل كيليان كلام لوثر بعمق، وأدرك صدقه. فأعطى أوامره بجلب لوكا مرة أخرى.

عاد لوكا إلى المكتب حيث كان كيليان ينتظره. طلب كيليان من لوثر أن يتركهما وحدهما، فامتثل لوثر وخرج بهدوء.

نظر لوكا إلى كيليان بنظرة تحدي، وقال بتهكم، "يبدو أنك غيرت رأيك."

أجاب كيليان بجدية، "لكن بشرط: أن أعرف كل تحركاتك. وأريد أن أفهم لماذا تريد رأس برونو. أريد أن أعرف الأسباب."

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن