الفصل الثالث و العشرون: رحلة سعيدة.

3.5K 133 1
                                    

ساد صمت ثقيل أجواء السيارة، حيث ظل كل من كيليان ولوسيانا غارقين في أفكارهما، دون أن ينبس أحدهما بكلمة. وعندما وصل كيليان إلى مكان إقامة لوسيانا، نزعت معطفه عن كتفيها، وفكت حزام الأمان ثم ترجلت من السيارة، ولحقها كيليان بعد لحظات.

"تصبحين على خير، لوسيانا"، قال كيليان بصوت هادئ.

توقفت لوسيانا والتفتت نحوه، وكأنها تحاول التحقق مما إذا كان هو المخمور وليس هي، قبل أن تستدير وتتابع سيرها باتجاه البوابة. بقي كيليان مستندًا إلى سيارته، شارد الذهن، حتى سمع فجأة صوت خطوات لوسيانا وهي تركض نحوه، يتبعها لوكا الذي كان يركض خلفها. في لحظة سريعة، اختبأت خلف كيليان، الذي بقي في حالة من الدهشة.

"ماذا يجري هنا؟" سأل كيليان وهو يحاول فهم الموقف.

لوكا، والغضب يتملكه، قبض على قميص كيليان وسألها بحدة: "هل أنتِ هكذا بسببه؟ هل قام بأي شيء لكِ؟ أجيبي الآن، لوسيانا!"

لم يظهر كيليان أي ردة فعل واضحة، لكنه أدار رأسه قليلًا نحو لوسيانا، التي حاولت تفسير الوضع بارتباك: "لم يقم بأي شيء... أنا... أنا لم أكن معه... كنت مع صديقة لي... والتقينا صدفة، وقام بإيصالي..."

لوكا أبعد يديه عن كيليان ليصرخ مرة أخرى بلوسيانا: "لوسيانا! هل تعتقدين أنني مغفل؟ هل ترتدين هكذا للقاء أصدقائك؟ ولماذا وجهك متورم من البكاء وأنتِ مخمورة؟"

ردت لوسيانا، محاولة الدفاع عن نفسها: "وما أدراني ماذا يتم ارتداؤه في الموعد الأول؟"

لوكا، متفاجئًا، كرر بغضب: "موعد أول؟ لوسيانا، هل تكذبين علي؟ أخرجي من خلفه حالًا، على الفور. هل تواعدين أحدهم؟ سأقتلك، أقسم لك."

اقترب لوكا منها ليجذبها بعيدًا عن كيليان، لكنها تشبثت به أكثر. حينها، تدخل كيليان، صادًا لوكا بحزم: "لم يحدث شيء. فقط شربت القليل وبدأت بالبكاء والضحك والتصرف كأي مخمور. لم تكن في موعد مع رجل، بل مع صديقة."

استدار كيليان نحو لوسيانا وأردف بلهجة صارمة: "هيا، اصعدي وحاولي أن تستيقظي أو تنامي على الفور."

ثم أحكم قبضته على يد لوكا الذي كان يراقب لوسيانا بقلق حتى اختفت عن نظره.

"أبعد يدك"، قال لوكا، والغضب لا يزال يغلي داخله، "أقسم لك، إن كانت دموعها بسببك، فسأقضي عليك."

همّ لوكا بالمغادرة ليتبع لوسيانا، لكن كيليان أوقفه بصوت هادئ: "لوكا، استعد. لم يتبق الكثير. ضع في حسبانك كل الاحتمالات."

أجاب لوكا ببرود: "لا مشكلة. فقط ابتعد عن لوسيانا. اقطع علاقتك بها. لا تحاول أكثر."

ساد الصمت بينهما، إدراكًا منهما لخطورة الموقف وما قد ينجم عنه. وبعد لحظات، صعد كيليان في سيارته، لكن قبل أن ينطلق، قال بوضوح: "لوكا، أريدك أن تتأكد من شيء... لوسيانا لي. فتقبل الواقع."

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن