الفصل العاشر: ميلان

4.1K 160 4
                                    

تفاجأت لوسيانا بعرض كيليان الغريب. إبرة تعني التخلي عن مشاعرها، أن تصبح غير مبالية بألم الآخرين أو مشاعرهم، أن تتخلى عن إنسانيتها في سبيل التغلب على خوفها لتصبح جراحة. كيف يمكن لشخص أن يتخلى عن إنسانيته ويظل يرغب في أن يكون طبيبًا؟

تحدقت لوسيانا في كيليان بعينين حازمتين، ثم قالت بصوتٍ ثابت: "بالتأكيد لن أستعمل الإبرة، ولن أستسلم. سأواجه هذه الأزمة وأتجاوزها بنفسي، وسأصبح جراحة بفضل إرادتي وليس بأي وسيلة أخرى. شكرًا على عرضك، لكن هذا الأمر لا يعنيك."

لم ينبس كيليان ببنت شفة، اكتفى بالصمت ومراقبتها وهي تهم بالخروج. توجهت لوسيانا نحو غرفة الاستراحة لتغير ملابسها، ثم غادرت المشفى متوجهةً إلى منزلها، عازمةً على مواجهة مخاوفها والتغلب عليها بطريقتها الخاصة.

 توجهت لوسيانا نحو غرفة الاستراحة لتغير ملابسها، ثم غادرت المشفى متوجهةً إلى منزلها، عازمةً على مواجهة مخاوفها والتغلب عليها بطريقتها الخاصة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بعد ليلة طويلة، استيقظت لوسيانا على صوت المنبه، وأعدت نفسها لليوم الجديد الذي ينتظرها في المشفى. كان لديها درس في المختبر مع طبيب التخدير، واستمرت في تلقي التعليمات حتى تجاوزت الساعة الثانية عشرة ظهرًا. مضى بقية اليوم بشكل عادي، وبدأت مناوبتها الليلية.

كانت الليلة هادئة حتى وصول رجل إلى غرفة الطوارئ يحمل أخاه المصاب على كتفه. كان الشاب قد تعرض لطعنة خنجر في صدره، وكان دور لوسيانا أن تعالجه تحت رقابة الطبيب المناوب. لكن غرفة الطوارئ كانت تعج بالمرضى بسبب حادث مرور، فترك الطبيب المناوب الأمر كليًا للوسيانا.

بدأت لوسيانا بطرح الأسئلة الروتينية بينما تعاين حالة المريض، لكن فجأة أمسك أخ المصاب بيدها بعنف، وقال بنبرة حادة: "ألا يوجد طبيب رجل هنا؟ لا أريدكِ أن تعالجيه، نادي على طبيب آخر فورًا."

كان كلامه مليئًا بالعنصرية، نظراته تجاهها تحط من قدراتها دون أن يمنحها فرصة. تراجعت لوسيانا قليلاً، محاولًة الحفاظ على هدوئها، وقالت بلهجة مطمئنة: "حسنًا، سأستدعي طبيبًا آخر. لكن أجبني على أسئلتي أولاً. لقد مر وقت طويل وهو في هذه الحالة، أليس كذلك؟ لماذا لم تتوجه إلى الطوارئ في وقت أبكر؟"

لكنه رد عليها بحدة: "هذا لا يخصكِ. اغربي من هنا! قلت لكِ أنني لا أريد امرأة أن تعالج أخي."

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن