الفصل السادس: إيزابيلا.

4.6K 181 14
                                    

طرقت لوسيانا الباب بخفة، وجاءها صوت كيليان هادئًا وواضحًا من خلفه: "ادخلي." 
فتحت الباب بتردد، ودخلت إلى المكتبة وهي تشعر بالتوتر يغزوها. "مرحبًا... لقد تم تضميد وإسعاف المرضى جميعًا." 
أجابها كيليان بنبرة مختصرة: "جيد." 
تقدمت خطوة نحو كيليان وهي تخفي قلقها تحت غطاء من الرسمية، وقالت: "شكرًا لك لإنقاذي مرة أخرى." 

لكن كيليان لم يرفع عينيه إليها، واستمر في تضميد ذراعه وكأنه لم يسمعها. ترددت لوسيانا للحظة، مترددة بين الرغبة في معرفة المزيد والخوف من تجاوزه. أخيرًا قالت بصوت خافت: "إذن، سأعود الآن."

همّت بالخروج، لكنها توقفت فجأة عندما سمعت صوته العميق يقطع صمت الغرفة: "بيدرو بخير."

التفتت إليه متفاجئة، "ماذا قلت؟"

رفع كيليان رأسه لينظر إليها مباشرة، وقال بهدوء: "الصبي الذي كان معكِ في ذلك اليوم. إنه بخير، لم يكن هو المستهدف، ولم يترصده أحد."

ثم ألقى بظرف صغير على المكتب أمامها وقال: "وهذه نقودك. كانت هناك ورقة نقدية في حقيبتك لم يكن من المفترض أن تكون معك، ولذلك تمت ملاحقتك. لم تكوني أنتِ المطلوبة، بل ما كان في حقيبتك."

نظر إليها بجدية وقال: "أظن أني أجبت عن ما يجب عليك معرفته. أي شيء آخر لا يعنيكِ."

لم تستطع لوسيانا أن تتجاهل الفضول الذي بدأ يتآكلها. اقتربت خطوة وقالت بصوت يملؤه التحدي: "وما علاقتك بهم؟"

رفع كيليان رأسه مرة أخرى، هذه المرة بنظرة حازمة ووجه خالٍ من التعبير: "هذا لا يخصكِ. اهتمي بشؤونكِ، أظن أن لديكِ مناوبة. لماذا تضيعين وقتكِ ونقاطكِ؟"

لم تستطع لوسيانا منع نفسها من الرد بسخرية مريرة: "هل يجب أن أبقى حذرة منك؟ بما أنك مشبوه بالتعامل مع المافيا؟ هل يجب أن أحاول كشفك؟ كيف يمكن الوثوق بك لتكون طبيبًا مؤتمنًا على حياة المرضى؟"

اقترب كيليان منها بخطوات ثابتة، حتى أصبح قريبًا جدًا منها. نظر في عينيها بعمق وقال بصوت بارد يبعث على القشعريرة: "لقد اطلعت على نتائجك الدراسية، وكانت ممتازة حقًا. لكنني أشك أنكِ أنتِ من حصل عليها. غباؤكِ طاغٍ بشكل لا يصدق. إن كنتِ تعتقدين أنني مافيا، فهل هذه شجاعة منكِ لتتحديني؟ أم هو مجرد غباء؟"

تابع قائلاً بسخرية قاتمة: "خلفيتكِ العادية لا تعطيكِ القوة لتواجهيني. من يكثر الكلام عادةً يكون بلا أفعال. لذا، ركزي على عملكِ يا دكتورة سيرجينو."

كانت كلماته ثقيلة، وصوته المغرور والبارد جعلت جسد لوسيانا يقشعر. كانت تدرك أنه على حق. لم تكن خصمًا قويًا بما يكفي لمواجهته. هو القوة نفسها، وهي... كانت مجردة من أي قوة حقيقية.

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن