الفصل السادس عشر: أنا إبنة مارين.

3.7K 141 13
                                    

ساد صمت ثقيل أجواء الرحلة نحو المنزل، حيث لم يكن هناك من كلمات يمكنها أن تخفف من ثقل الأحداث التي مرت بها لوسيانا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ساد صمت ثقيل أجواء الرحلة نحو المنزل، حيث لم يكن هناك من كلمات يمكنها أن تخفف من ثقل الأحداث التي مرت بها لوسيانا. عندما وصلوا إلى العمارة، فتح كيليان باب السيارة وساعدها على النزول، ممسكًا بيدها بثبات ليمنحها الاتزان الذي فقدته بعد تلك الصدمة العاطفية والجسدية. صعدا معًا إلى شقتها.

داخل الشقة، قادها كيليان بلطف إلى غرفتها. بمجرد أن خلعت معطفها الأبيض، استلقت على السرير، محاولة تهدئة أفكارها المتلاطمة. اقترب كيليان منها وسأل بصوت هادئ، "هل أنتِ بخير الآن؟"

هزت لوسيانا رأسها بالإيجاب، محاولة طمأنته على الرغم من عدم يقينها الكامل. شعر كيليان برغبة قوية في التخفيف عنها، رغم عدم قدرته على التعبير عن مشاعره بشكل جيد. بعد لحظة من التردد، قال محاولًا تقديم ما بوسعه، "إذا سمحتِ، لدي حقنة مهدئة. قد تساعدك على الاسترخاء. لن أحقنك بها إلا إذا وافقتِ... ما رأيك؟"

تفاجأت لوسيانا من عرضه، ولم تستطع إخفاء ابتسامة صغيرة تسللت إلى وجهها. كان العرض غير متوقع ومضحك في نفس الوقت، خاصة في هذه اللحظة العصيبة. أجابته بابتسامة خفيفة، "هل أنت جاد؟ كم حقنة تحمل معك وكم نوع؟... لا، شكراً، أنا بخير الآن. وشكراً لك لإيصالي إلى المنزل."

هز كيليان رأسه متفهمًا، وقال بلطف، "كما تريدين... بيلا بخير، إنها قوية. وأعتذر عما بدر من أمي... ارتاحي الآن."

بينما كان كيليان يستعد للمغادرة، ترددت لوسيانا للحظة قبل أن تنطق بصوت خافت، "دكتور...؟"

استدار كيليان نحوها، "نعم؟"

سألته بحذر، "هل... هل بإمكاني الاطمئنان على بيلا؟ يعني، هل يمكنني الاتصال بك لمعرفة أحوالها؟"

أومأ كيليان برأسه مجددًا وقال، "نعم."

ترددت لوسيانا مرة أخرى قبل أن تقول، "حسنًا، شكرًا لك."

لم يرد كيليان، لكن نظراته ظلت متعلقة بوجهها للحظات، وكأن شيئًا في تعبيرها جذبه بعمق. كانت ابتسامتها رغم حزنها تلامس قلبه. تمتم في سره، "عيناكِ جميلتان، لم تُخلق لتحمل هذا الحزن..." وبعد ثوانٍ قليلة، استدار وغادر الشقة، متجهًا للعودة إلى المستشفى.

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن