الفصل التاسع عشر: لأنني السبب.

3.9K 148 6
                                    

توقفت لوسيانا عن الركض فجأة عندما سمعت صرخة بيلا تتردد في الهواء البارد، كانت بيلا تشهق باكية وهي تقول: "لوسيانا، هل أنتِ بخير؟ أنا آسفة لأنني لم أتمكن من زيارتك، أخي لم يخبرني إلا الآن... كيف حدث ذلك؟"

أسرعت بيلا نحو لوسيانا، ممسكة برقبتها بقلق بالغ، تتحقق من آثار الخنق التي كانت لا تزال مرئية على بشرتها. انفجرت بالبكاء مرة أخرى، وكأن دموعها لن تتوقف.

ولكن فجأة، انقطع صوت بكائها الحاد عندما سقطت كتلة كبيرة من الثلج على رأسها. استدارت بيلا بذهول، لترى لوكا وهو يقف مبتسمًا ببراءة، وقال بسخرية: "يالكِ من بكاءة! ما هذا؟ إنها بخير، كنا نلعب، وأنتِ خربتِ اللعبة. من أنتِ، شرطة المتعة؟"

نظر الجميع إليه بصدمة، لكنه ظل محافظًا على ابتسامته المرحة، وكأن الموقف بأكمله كان مجرد مزحة. ببطء، بدأ التوتر يتلاشى من الجو، وتردد ضحك لوسيانا الخفيف في الهواء وهي تنظر إلى بيلا، التي كانت تحاول التخلص من الثلج الذي تساقط على شعرها ووجهها.

 ببطء، بدأ التوتر يتلاشى من الجو، وتردد ضحك لوسيانا الخفيف في الهواء وهي تنظر إلى بيلا، التي كانت تحاول التخلص من الثلج الذي تساقط على شعرها ووجهها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"ياااا، أيها الأحمق!" صرخت لوسيانا وهي توجه نظراتها الغاضبة نحو لوكا، "ألن تتوقف عن مقالبك الغبية و..." قطعت كلماتها فجأة عندما رأت وجه أخيها مغطى بالثلج. كانت بيلا قد استغلت اللحظة، ورمت عليه كرة ثلج أصابت هدفها بدقة. ركضت بيلا نحو لوكا وسددت ركلة خفيفة إلى ساقه، ليترنح ويسقط على ركبتيه، وتندلع بينهما حرب ثلوج ضاحكة.

لوسيانا تراجعت بخطواتها إلى الخلف، تاركة المجال لهما، وجلست عند سور الملعب المكسو بالثلوج، تشاهد المشهد بحنين يشوبه الهدوء. في تلك اللحظة، انضم كيليان إليها بهدوء، وجلس بجانبها دون أن ينبس ببنت شفة. بعد لحظة من الصمت، سألها بنبرة دافئة: "كيف حالك اليوم؟"

أجابت لوسيانا دون أن تستدير نحوه، وعيناها ما زالتا تراقبان أخيها وبيلا: "ألم تعرف من تقرير طبيبي المشرف؟ ألم تطلع عليه بنفسك؟"

أومأ كيليان برأسه قائلاً ببساطة: "بلى، فعلت."

استدارت لوسيانا نحوه وألقت عليه نظرة سريعة، ليرد بهدوء: "لكنني أريد أن أسمع ذلك منك، لا من الآخرين."

تنهدت لوسيانا وقالت: "أنا بخير، وغدًا سأغادر المستشفى."

ساد صمت ثقيل، وكأن الهواء المحيط بهما قد تجمد. بادر كيليان بالكلام مرة أخرى، محاولًا كسر حدة الصمت: "ستتجمد قدماك، وأنتِ ترتدين خف المستشفى."

LUCIANA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن