2-حظي العاثر

6.1K 351 71
                                    

تفتح باب غرفتها بضيق تتمتم بشتائم عدة ،تبدأ برمي كل ما تراه أمامها ،التكسير و الزجاج أصبح يملأ الغرفة ،إتجهت نحو ذلك الركن المخصص لرياضتها الملاكمة، أخذت تلك الضماضات لتلفها حول يديها و تبدأ بلكم  ذلك الكيس الثقيل و كانها تعطي لكمة لكل من جرحها.

تدخل تلك السيدة لتتسع عينيها من شكل الغرفة،صحيح أن غرفتها من النوع الغريب أو الفوضوي و لكن تلك المرة كانت رأسا على عقب خصوصا مع تلك الأشياء المكسورة.

جوليا:"ماذا تريدين أمي"قالتها بغضب و هي تبتعد عن الكيس و تبدأ بفك الضمادات.

إيما:"أمي..الأن أنا أمك ..اريد تبرير لما حدث بالأسفل "قالتها حازمتا لتلتفت الاخرى نحوها و بكل وقاحة أخذت تتحدث.

جوليا:"تبرير..حقا !تريدينني أن أتزوج من كتلة قمامة من المفترض أنه رجل و تريدينني ماذا..أن أزيف إبتسامة و أقبل"

إيما:"جوليا..توقفي عن التحدث بذلك اللسان  و ليكن بعلمك زين أفضل من ذلك المعتوه الذي تتسكعين معه..أم تظنيني لا أعلم"قالتها بشيء من الغضب و الصراخ،لترتمي جوليا على سريرها بغضب لتتجاهلها،تكمل الأم و لكن بنبرة أهدأ و هي تقترب منها.

"جوليا حبيبتي..نحن لا نريد لك  سوى الأفضل ،تعلمين كم تعب جدك في الفترة الأخيرة و خصوصا بعد رحيل والدك".

جوليا:"و هل زين هو الأفضل أمي"قالتها و قد تسربت تلك الدموع من عينيها حزنا على ذكريات الماضي التي أخذت تتكرر أمامها و شفقة على ما ستتلقاه في المستقبل.

نظرت نحوها أمها بحزن و لكن هي تعلم جيدا كيف أن ابنتها معتزة بدموعها لذلك قررت أن  تتركها لتراجع نفسها.

تركض نحو دورة المياه  فور شعورها بصديقها مرة اخرى لتبدأ بالإستفراغ و الذي لم يزيد بكاءها سوى بكاء.

--------------------------------------

يقف أما م والديه يداه في جيبيه متجهم الوجه صمت ما قبل العاصفة.

"لما تنظر لنا بتلك الطريقة؟"سأل ذلك الرجل في أوائل الخمسينات و الذي تسللت تلك الشعيرات الفضية في شعره الأجعد.

زين:"ماذا؟..أريد تفسير لما حدث بمنزل كولن"تابع نبرته الباردة و التي تخبئ الكثير من الغضب و العتاب.

"تفسير..ليس هناك تفسير فقط ستتزوج جوليا شئت أم أبيت"قالتها تلم المرأة و هي ترتشف كوب من الشاي الإنجليزي الأصيل.

زين:"و من كل فتايات العالم لم تجدوا سوى تلك الحمقاء"تحدث بسخرية لينظر نحوه ياسر من طرف نظارته  ليقول.

ياسر:"أليست أحسن من الحمقاء حبيبتك"قالها ليذرف بغضب.

زين:"إيميليا ..ليست حمقاء ،و لكن ليكن  في علمكم جوليا تلك لن أتزوجها"قالها و هو يلتفت للخروج من المنزل.

كراهية العشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن