إصلاح الماضي

3.2K 188 91
                                    

الفراق أكثر ما يؤلمنا هي لحظة الفراق نفقد أعز ما نملك ونلقي بتلك الدمعة حاملةً إبتسامات الماضي،و لكن البعض يخفي ذلك الحزن بإبتسامة لا مبالية،فنظن أنهم بقلوب متحجرة و لكن في الحقيقة هم أضعف بكثير مما نتخيل أراهم كالزجاج الهش سينكسر في أي لحظة و لكن ليس الأن.

جوليا:"زين استيقظ..استيقظ"قالتها و هي تقوم بدفعه ليتثاءب ذلك الشاب ليجلس على ذلك الفراش بكُؤب أخذت تسحبه.

جوليا:"هيا لقد حضرت الفطور"قالتها ليسحب يده ببرود.

زين:"لا أريد"قالتها لتقلب هي عينيها و تجمّع قواها لتسحبه بأقوى ما لديها نحو الأسفل،لتجلسه على رأس المائدة،و التي كانت مليئة بالأطعمة و رائحة الخبز الطازج تعبئ المكان.

كان يجلس بأنزعاج عاقداً حاجبيه لتتقدم نحوه.

جوليا :"أرجوك قم بفك جبهة المئة و أحدى عشر تلك و ابتسم"قالتها و هي تضع اصبعيها السبابة في غمازتيه و تحاول جعله يبتسم.

زين:"أنتِ تستغليني لتحققي حلم كل فتاة"قالها ببرود مما أدى إلى رجوعها للخلف قليلاً،لتضع يديها على جانبي خصرها.

جوليا:"ماذا!حلم كل فتاة ليكن في علمك لدي غمازتين أنا الأخرى ثم أصلاً غمازتيك كالحفر"قالتها بأنزعاج ليتجاهلها هو ،و يقوم من على المائدة متجهاً خارج المنزل.

جوليا:"أين تذهب ولمن أعددت كل هذا الفطور"قالتها بإنزعاج،تجاهلها هو أخذ يسحب معطفه ليخرج و لكنه شعر بمن يلف يديه حول ذراعه ليقول.

جوليا:"ليس هناك أي مجال للإعتراض سأتي معك "قالتها بحزم ،نظر لها بملل و لكنه أستسلم لها.

---------------------------------
يتمشون في أحد الحدائق حيث يغطي الثلج معظم الشجيرات كأنه يخبئها من شيء ،السناجب إختفت لا أثر لها، الشوارع هادئة فلقد أنطلق الجميع للعمل.

ساد الصمت بينهما هي تحاول عصر مخها لتجد ما تتحدث به وضعت يديها داخل معطفها لتخبئ توترها و أردفت.

جوليا:"زين..لقد مضت ثلاث أيام و أنت ما زلت على هذه الحالة"قالتها و هي تحاول أن تنظر لأي شيء ما عدا وجهه.

زين:"ماذا تريدينني أن أفعل إذاً؟"ألقى سؤاله ببرود دون النظر حتى لوجهها،نظرت نحوه بتفاجؤ.

جوليا:"ألن تسامحهم؟!"سألته بخفوت ليطلق ضحكة إستهزاء و سخرية،لينظر لها بوجه خالٍ من التعابير.

زين:"أتعتقدين أنهم يستحقوا المسامحة؟"أجابته بدون تفكير.

جوليا:"لقد فعلت هذا لتحميك،تعلم جيدا أن أباك لو كان يعلم أنك أبن خالتي لم يكن ليعترف بكَ"سببت جملتها تفكيره لبرهه.

زين:"و لكن بالنهاية هم كذبوا أنت لا تعرفين ما معنى أن تكتشفي أنك كنت تعيشين في كذبة،أنك تجدين من حولكِ يرتدون قناعاً يدارون به أخطائهم،لما أصلا أحدثكِ أنتِ متبلدة المشاعر و لن تفهمي مدى جرحي "قالها ببعض الغضب ،و هذا سبب حزنها لتلمع عينيها أزاحت وجهها عنه لكنها سرعان ماتغيرت ملامحها لتجيبه.

كراهية العشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن