دموع القلوب

3K 181 161
                                    

تتقدم نحو سيارتها لتلقي حقيبتها في المقعد الخلفي،تدخل بداخلها لتدير المحرك و الذي صوته المزعج جعلها تنفجر من البكاء.

بدأت تضرب رأسها في المقود تنظر لمنزلهما للمرة الأخيرة ، و ربما للمرة الأولى أيضا 

تصل نحو ذلك المنزل الأشبه بالقصر ،ترتجل من سيارتها لتنظر نحو المنزل بنظرة الشوق تتنفس لتتذكر ذكريات طفولتها،تتقدم نحو تلك البوابة عتيقة و لكن كلاسيكية أنيقة تتقدم للداخل كل خطوة تحكي سنة من حياتها .

تطرق الباب لتفتح تلك السيدة بملابس الرسمية للخدم عجوز قوية مرتبة في نفسها،تتسع عين العجوز فور رؤيتها.

"أنستي..أعني سيدتي"قالتها بعين متسعة فهي لم تأتي هنا منذ مدة.

جوليا:"مرحبا سيدة ميرا ..هل أمي موجودة؟"سألت ببعض التوتر كي لا تلاحظ تلك الخادمة أو تلك المربية التي عاشت معها لسنين وجهها الشاحب و التعب ،اومأت السيدة لتوسع لها للدخول.

ميرا:"إنها في المكتب"قالتها تبدأ الأخرى بالتوجه نحو المكتب تتأمل في كل ركن من ذلك المنزل فسترحل عنه و عن الحياة كلها قريبا.

ترى تلك السيدة ذات الملابس الأنيقة الرسمية المعتادة ،تتأملها قبل أن تلاحظ الأخرى وجودها ،نظرة إشتياق تحتل وجهها إشتياق لعناق أمها و هي تربت على ظهرها بلا بأس.

جوليا:"أمي"قالتها بخفوت لتترك تلك السيدة كتابها و تقوم بنزع نظارتها.

تتقدم جوليا نحوها لتجثو على ركبتيها أمامها لتحتضن ساقيها و تميل برأسها على فخذيها.

جوليا:"أمي هل من الممكن أن تسامحيني ،لقد أخطأت عندما قلت أنك مخطئة لم أكن أعلم أنه مهما أخطأتي ستظلين أمي ،أسفة أعمتني الكراهية و نسيت من عشقتني بدون قيود ،و نسيت من أنجبتني من بين أحشائئها و لم تشكي يوما"كانت تتحدث مع كل كلمة و بكائها يزداد ربما ستكون تلك مرتها الأخيرة لها معها.

جوليا:"أسفة..هل تسمحي لي أن أبكي دون أن تسأليني عن السبب قالتها لتعود لبكائها بكاء الطفل المطعون،تتسلل يد أمها لتربت عليى كتفها و قد تسللت دموع إنفطار الأم على طفلها منها.

-------------------------------

تعود أدراجها و لكن تلك المرة نحو منزل صديقتها و التي إنشغلت عنها منذ مدة.

جايدا:"جوليا!"قالتها بصوت متفاجئ مرحب و قد أرتسمت تلك الإبتسامة على وجهها،و لكن تبددت فور رؤيتها و تمعنها في شكلها الذي أخذ ينقلب،فالنحول أصبح واضح و الشحوب و علامات الحزن و الألم بادت بارزة جدا.

جايدا:"ماذا بك؟!"سألت بقلق و هي تزيح لها للدخول لذلك المنزل تصميمة غريب بعض شيء و لكن يناسب تلك المجنونة التي تعيش فيه،هكذا هي حياة الفنانين.

كراهية العشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن