سبعة أرواح

2.9K 168 132
                                    

تدفعه بعيدا لتسبح عائدة الغضب يعتال وجهها ،أمسكت في السلم المتدلي من المركب لتتسلقه بقوة تقاوم غضبها،تبعها بغير فهم متفاجئ من تصرفها و لكن علم أنه لا بد من الإعتذار.

"أنا حقا..أسف"قالها و لتقف هي دون حراك لا يراها سوى من الخلف ،صرخت هي.

"لما تفعل هذا بي"لأول مرة يدرك أنه مهم لها هي كانت تموت و هو يستمتع بجعلها تشعر بذلك،لم يعلم ماذا يجبها تقدم نحوها ليحيط بذراعيه خصرها.

كانوا مبلولان المياه تنقط منهما و لكن هو صمت يريد أن يشعرها بالأمان مع قليل من الإعتذار بينما هي لا شيء و كأنها لم تكن عادت لصمتها.

"أرجوك لا تفعلي هكذا بي"قالها فور شعوره بأنها ستعود على ما كانت عليه و لكنه تفاجأ بأنها إستدارت لتعانقه بقوة ،تعتصر قميصة جاعلة كتفه وسادة جيدة تخرج فيها دموعها،بادلها العناق ليبدأ بالتربيت على ظهرها،ليس هناك كلمات للمواساة فكلاهما خسرا.

"لما فعل بي هذا،لما قتله،كان من الممكن أن أحب طفلي"قالتها بتقطع من بين أهاتها و نشيجها،أمسك كتفاها بكلتا كفتيه ليبعدها عنه قليلا ليتحدث.

"هو من فعلها أليس كذلك،لذلك رفضتي أن تتحدثي كل تلك المدة ؛حتى أمام المقدم"قالها لتنظر هي أرضا.

تابع هو حديثه"لما ترفعيني لسابع سماء دائما ثم تلقيني لسابع أرض،لما جوليا"قالها ببعض من الصراخ ليلتفت ليترك تلك الفتاة المبتلة وسط دموعها ليستدير ليتحرك بخطوات سريعة غاضبة حول المركب.

جوليا:"لأنني أعرفه،هذا ليس هو و كل ذلك بسببي ،أنا من دمرته ،لذلك امحي تلك الأفكار إذا كنت تعتقد أنني أحبه"

تابع هو سيره متجاهلا صراخها الباكي و لكن تلك المرة لم يبادر هو بل هي ،هي من ركضت خلفه لتعانق خصره ليحاول هو الهرب و لكنها تحكم ذراعيها حوله.

"لن تهرب ،لن تهرب مني ،توقف عن جعلي أتصرف على غير عادتي"قالتها و هي تلقي برأسها على ظهره ليطلق هو قهقهة خفيفة لتبتسم بأمل.

سبعة أرواح ليس فقط القطط من تمتلكها لكل منا سبع أرواح روح الحياة،روح الأمل،روح الأمان،روح الخوف ،روح اليأس ،و الكراهية و قد أرخ التاريخ أنها أقواهم و لكن تبقى روح سابعة روح لم يجدها سوى القليل أو لن أقول أننا لم نجدها بل سأقول ضيعناها و هي روح الحب و للأسف نحن من ضعفناها..

---------------------------

تقف امام تلك الخزانة السوداء تنقب فيها بين الملابس،و المقتنيات الأخرى،تفتح الأدراج.

"اللعنة..أين وضعتها"قالتها و هي تمسح جبينها بتعب تفتح أحد الأدراج تنقب فيها و لكن يلفت نظرها شيء أخر،وشاح رمادي صوفي ناعم الملمس ،امسكته لتسحبه و و تتأمل فيه تذكرت ذلك الحوار القديم .

كراهية العشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن