نطفة

2.7K 177 104
                                    

من منا لم يخطئ؟حسنا أعلم جميعنا أخطأنا،و لكن هل ندرك حجم أخطائنا..أنا لا اؤمن بحجم الأخطاء فهي تبدأ نطفة و النطفة تصبح علقة و العلقة مضغة حتى تنمو بداخلنا كصغار الأطفال.

زين:"أنا أسف.."قالها بتقطع يكاد و بصعوبة ينطق الحروف،يجثو أرضا تسيل دموعه،تنظر نحوه بأبشع نظرة تفوق الإحتقار بمراحل جعلته يشعر بقذارة نفسه.

يعود أدراجه و الحسره معه،يشمئز من نفسه يريد أن يقتلها و يريح جسده و لكن ما ذنب روحة فهو لن يفهل هذا ثانيتا،و لكن أبشع ما يشغل عقله هو شعورة بخيانته لحبيبته ،نعم هي لا تحبه و لكن هي دمه الذي يجري في عروقه لما يؤذي دمائه،و أما عن تلك المسكينة فالتأوه من أجلها لا يكفي.

يدخل منزله ليجدها تجلس بجوار الباب و كأنها في إنتظار أحدهم،الإصفرار و علامات القلق تحتل وجهها،تمنى لو كانت تلك النظرة و ذلك الوجه لهفة لرجوعه لكنه مسح تلك الفكرة اللعينة.

كم يتمنى أن يرحك نحوها ليبكي في حضنها لعله يطهر نفسه من قذارتها.

جوليا:"أين كنت أتعلم كم كنت سأموت من القلق"وقفت تصرخ بكلماتها ليعلو صوتها الخوف و الغضب و اللهفة نعم تلك اللهفة القلقة.

كم أراد نصفه أن يبتسم على كلامها و لكن نصفه الأخر أراد السخرية من كلامها الكاذب،و لكن قذارته فضلت السكوت ليمر بجانبها مرور الكرام ،ليتركها في غضبها و يصعد لأعلى.

---------------------------------

يمضي أسبوع أسبوعان ثلاثة،أصبح الصمت رفيقه و الإنعزال صديقه،كل من حوله كالشبح الذي يمر من أمامه لا يراهم و لا يشعر بهم،حبيبته أمامه تبتعد عنه شيئا فشيئا لتذهب إليه إلى رجلها أو هكذا يظن.

تجلس هي في الشركة لتوقع بعض من الأوراق حتى بدأالطرق على باب مكتبها.

جوليا:"تفضل"قالتها بصوت مرتفع قليلا و هي تزيح أوراقها ترتشف من شايها الأخضر،ليدخل ذلك الوسيم ذا الشعر الطويل.

هاري:"هل إنتهيتي"سأل بجمود و هو يتقدم نحوها،اومأت هي لتبدأ بلملمة أغراضها ليوقفها هو.

"أنتظري علينا التحدث"قالها لتعقد هي حاجبيها و تنظر إليه لتستمع ،تابع هو"عليك أن تخبريهم،أعني عن..."قاطعته هي ببعض من الغضب.

جوليا:"أخبرتك ألف مرة لا يعني لا،الستة أشهر ستنتهي عما قريب و سأسافر إن مت ستخبرهم بعد موتي بعام و سأجهز كل شيء،و إن لم أمت فسيكون كأنه شيء لم يكن"نظر نحوها باستهزاء ليصرخ عليها بخوف.

هاري:"لماذا..لماذا عائلتك و قد علمتي سبب زيجتك لما تصرين على البقاء معه،هل من أجله ؟هو حتى لم يتحدث معك منذ أسابيع توقفي أرجوكي و أجيبيني لماذا تصرين"قالها تهدأ نبرته في النهاية ليتابع"هل تحبينه؟"...

كراهية العشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن