مساء معطر برائحه المطر 🤍
حنين
بعد شهر من إستقرار حنين في أرض مصر:-
استيقظت ميرفت صباح هذا اليوم كى تنقظ مستقبل ابنة أختها (الفلسطينية).
جلست جوار حنين بهدوء:" حنين "
حنين:' صباح الخير يا خالة. كيفك '
ميرفت:" قومي يلا ورانا مشوار مهم لازم نروحه. "
حنين:' لا أبغى. أشعر أنني مريضة '.
ميرفت:" لا طبعًا لازم تقومي أنتي هتنيكي نايمة في السرير كده لحد أمتى. قومي يلا مش عاوزة دلع. " عند إنتهاء ميرفت من (اسطوانة كل يوم). كانت حنين قد دخلت إلى الحمام. توضئت.. فصلت فرضها. ثم لفت شعرها الطويل إلى أسفل خصرها على شكل ضفيرة فوضويه مع وجهها الدائري وعينها الواسعة البنية. جسدها المنسق الطويل. بشرتها الحنطية الدافئة. ملامح عربية هادئة ومنسقة. تميل إلى الجمال السوري قليلًا. ملامح عربية. ومظهر هادئ. لا تحتاج إلى مستحضرات تجميلية. أنها جميلة كما خلقها الله عز وجل.
إرتدت ملابسها الواسعة والحجاب الساتر لجمالها و رمزًا لحياءها. ثم خرجت مع خالتها إلى حيث قدرها المجهول. إلى حيث ما لا تعرف. تناولتا فطورهما بأحد المطاعم المجاورة. كان مطعم متوسط الخدمة. ليس أفضل ما بمصر. على أي حال... لكنه لم يكن بهذا السوء.
حنين:' حقا '. همست بتلك الكلمة بدفيء. دليل إعجابها الشديد بالمكان. الطعام. راديو الازاعة المصرية. الاجواء الصباحية... الفكرة بحد ذاتها جنون... أعني أنها أفضل من أقصي طموح الفتاة الصغيرة. أن تمشي وعلى وجهك إبتسامة صباحية مشرقة. أو تسير بالشارع بثقة وأمان. أو حتي سماع صوت القرآن الكريم بالراديو دون أن يقتلك أحد على تلك الجريمة. أن تتناول طعام بالخارج وأن تجلس وتتحدث مع شخص قريب منك. تضحكان..! .
كان حلم من أحلام ديزني. لم تستطع أن تحققه قبل اليوم. كانت خالتها بالتلك اللحظات كأمير قصتها. تنظر لها وهما تتحدثان. لم يكن بنسبة لها مجرد طعام في أحد المطاعم الرديئة. لم تشمئز أو تتأفف من المكان. لم تلعن نفسها على سماعها كلام خالتها... كما تفعل أغلب الفتيات. والأهم أنها كانت سعيدة من صِمام قلبها. وهذا هو المهم حقا.
بعده ساعة تقريبًا من جلوسهما بالمطعم خرجتها معا إلي حيث مصير كل فتاة على أرض مصر. دخلت ميرفت إلى مدرسة الثانوية للبنات. لتقدم أوراقها وتنضم إلى المدرسة؛ كي تمارس حياتها كأي فتاة عادية. نظر لها الجميع بنظرات الشفقة والعنصرية وبعض الأعين أخبرتها "أنتِ دخيلة ومتسولة". لم تقبل بها مدارس الثانوية العامة. لم يكن الأمر إلا أنها لم تحصل على شهادة تعادل الإعدادية. لذلك اضطرت حنين أن تتجه إلى مدرسة خاصة ذات الأموال الباهظة. هذا يعد عبئ ثقيل على الخالة. لكنه الحل الوحيد. انضمت إلى مدرسة النيل الثانوية. لم تفرح حنين بتلك الخطوة قط. لم تشعر براحه لمدرستها الجديدة. لم تفرح بالقدر المتوقع. لطالما كانت تحلم أن ترجع لتدرس بالمدرسة. لكن... الآن تشعر أنها حمل على عتق خالتها. وهي لا زنب لها في ما حدث لحنين... علي أي حال.
عادت إلى المنزل كل واحدة منها برأسها أمر يشغلها. لم تلفت حنين إلى نظرات أو همسات بعض النسوة اللواتي يجلسن ويتحدثن بالغيب على تلك الفتاة الجديدة.
من أين حصلت عليها؟.
وهل هي ابنتها ولم تخبر بها أحد منهم؟.
وكنَّ يغتبنها بالباطل والطعن من خلفها. ينشرن الشائعات على كل مَن بالحي. فما بالكم بإمرأة مطلقة وحيدة. تصبح لديها فتاه كبيرة السن كهذه. لم تستمع ميرفت لثرثتهن ومكرهن عليها. على عكس حنين التي تأثرت كثيراً من كلامهن.
أوقفت إحداهن الخالة ميرفت.
تحدثت بعشوائية:"مالك يا سنيورة. متنكلة علينا كده ليه"
ميرفت:" غوري من وشي الساعة دي يا هانم".
هانم:"اللاه اللاه... مالك هي البت الحلوة بنتك عاملت إيه"
حنين بخوف:' أنا لم أفعل شئ '.
امرأه منهن:" وكمان مدبلجة. والله ونضفتي يا ميرفت "
ميرفت:" روحي البيت وانا جاية متقلقيش .. انت عاوزة تتخانقي على المسا باين عليكي" بدأت حرب واتهامات تلقى عليها بالباطل. وتشاجرت معهن. أفرغت طاقتها السلبيه بالسب وإهانتهم.
في الليل لم تنام ميرفت. كان اليوم طويل ومليئ بأحداث وكوارث. تنبأ بمستقبل شاق وطويل. يحتاج منهما شجاعة وجهاد مقاتل في ساحة المعركة. لكن قطع هذا الصمت صوت صراخ حنين من الغرفة المجاورة. ذهبت إليها وجدتها تصرخ من وحشة الظلام. تبكي من الحروب التي في ذاكرتها الحادة. هي خائفة.... مجرد خائفة.. وحلمها أيقظ هذا الخوفبقلم كاتبة العصر
____________________________
” في لحظة ما
أحتاج أن يتوقف العالم
لأخذ إستراحة قصيرة “تفاعلوووا
أنت تقرأ
قطار الثانوي 💗 🚝
Teen Fictionأعلم أنك لست الأسعد بالقدر الذي جعلك أنت... لكن ماذا إن كنت واحد من أولئك..؟!! أو أن كان واحد منهم يشبهك ويقص حكايتك أو يقص حكاية شخص آخر أنت تعرفه بالفعل..؟!! ماذا سيحدث حينئذ. ..؟!! أنه فقط مجرد سؤال يدور بعقلي!♪ في كل مرحلة من مراحل العمر.. يشعر...