مساء معطر برائحة المطر
حنين
حنين بإنهيار:' وهل هما الآن بأمان!!. أنا أريد أبي وأمي. أريد أن أراهم.. أريد أن يكونا معي بخير '. مرفت أشارت إليهم أنها لا تعلم. هي لم تخبرها. إنها كانت منكسرة. لم تستطع أخبارها بشئ أبدًا.. صمتَ الجميع وحنين تبكي لفراق أهلها وبُعد المسافة التي بينهم. تفككت أسرتها وانهارت. تبكي لكل شئ خاطئ هي تفعله وتلقي كل اللوم على الظروف. لو أن جزء من نظريتها صحيح فلو أنهم كانوا في وطن أمن لما حدث كل هذا. ولكنها مجدر ( ظنون).
تحدث باسل قاصد صدمها بالواقع دون أي رأفة على حالها:" حنين أنهم ماتوا منذ سنتين. لقد اعتقلوا بعد سفرك بمدة قصيرة جدآ... هذا ما أخبروني به ". قال كل تلك الكلمات المميتة ببرود. كان يطن أنه من الغباء أنها لم تعرف. وأنها الآن تبكي ؛ لأنها ضعيفة.
بعد فترة بعيدة من صدمة حنين وبكاءها على أسرتها. بعدما عرفت أنها الآن ليست الاخت الوحيدة. أنها الآن اليتيمة والباقية من الأسرة بأكملها. أنها الآن... وحيدة بحق. وحيدة وسط الجموع.
عادت حنين مع خالتها مكسورة القلب والخاطر. محطمة. لتواجه الواقع الذي جعلها هذا الشخص الذي لم تتمناه قط.
____________________________استيقظت حنين من نومها بيأس كبير. ذهبت إلى مقر عملها وقابلت بعض من أصدقائها. لم تبدي لهم أي إهتمام. دخلت إلى المتجر تباشر العمل. طوال تلك الفترة القصيرة، لم تكن مرنة وتملك حماسًا كالمعتاد. تشاجرت مع بعض الزبائن. وغادر البعض الآخر غاضبًا من الخدمة المقدمة له. وهذا ما دفع بصاحب العمل إلى طردها بطريقة بشعة وغير مقبولة. جلست في أحد المقاهي. تتذكر لحظة طردها بخزي.
٭ فلاش باك ٭
صاحب المتجر:" في إيه صوتك جايب لآخر الشارع. "
حنين:' بص بقا يا فندم. ده صاحب المحل أتكلم معاه '. جلست على الكرسي بعيدًا عنهم بتعب وضيق. بعد النقاش ذهب الزابون. ثم توجه لها صاحب المتجر بصوت عالٍ وحاد:" اطلعي برا ".
حنين:' أنا مغلطش في حاجه علشان أسيب الشغل '.
صاحب المتجر بتهديد :" لا طبعًا غلطي .. أولًا بوزك ده متر قدام الناس. ثانيًا الأسلوب أتغير. قلت لكِ المشاكل زادت أوي. ثالثًا وده الأهم سيادة معاليكي معدتيش بتشوفي شغلك عدل وده بشاهدة الكاميرا ... اطلعي برا بكرامتك أحسن. أنت مفيش منك لازمة أصلًا ".٭ باك ٭
ترددت تلك الجمله كثيرًا برأسها. (أنت مفيش منك لازمة). جرحتها أكثير. لكن في لحظة ما.. وافقت معه الرأي. لماذا هي حيه من الأساس؟. سؤال سكن عقلها لمدة كبيرة. ثم لم تستطع إيجاد حل له. أو لحكمة عند الله نجهلها جميعًا.
جلس جوار حنين ذلك الشاب الذي ركب الخيل معها بمزاح:" أنا هنا من الصبح إيه ؟ ".
حنين بهدوء:' نعم '.
الشاب بمواساه:" مالك ؟ ".
...
أكمل الشاب بسخرية:" لا أنا مش هكلم نفسي ... في حاجة مزعلة اندونسيا ولا إيه ؟ ".
حنين:' يا ريت ... ياريت كنت اندونيسيا '. هكذا تلاعب بها وسقطت بفخه. وقصت له كل شئ منذ أن وُلدت في بلد محتل. حتى عرفت بمقتل والديها '.
سقطت دموعها قائلة :' وبكده بقا أهلي كلهم من اتقتلوا بسبب اليهود. وأنا هنا .. نفسي اروح معاهم '.
سارع:" بعد الشر عنك. وبعدين ما أنت معانا.. وأنا جامك.. مانفعش ". والصمت حل المكان لثواني. قبل أن تُنهى تلك المحادثة:' أنا غربية ووحيدة.. ومليش لزمة '. وغادرت قبل أن تسمع لكلامه المعسول.. وسط كل هذا الخراب الذي يسكن جوفها، هي الآن تقع بغرامه ... وبكل سلاسة.عادت حنين إلى المنزل. لم تخرج منه لمدة أسبوعين. كل يوم تتحدث إلى هذا الشاب أثناء فترة عمل خالتها. بدأت ترسم أحلام خيالية. تنكسر بينهم الحواجز تدريجيًا. تتنازل كل يوم عن شئ جديد. تخالف قواعد دينها. ووصايا أهلها. والاسواء أنها تدرك كل هذا جيدًا. تعلم الصواب والخطأ وتعلم العواقب. وأيضا تعلم نواياه. لكنها تغرق وتكابر. (أنه يختلف عن الباقي) جملة كذبت بها على نفسها. وفي الحقيقة أنه محترف في التشكُل وارتداء القناع. كل هذا في غياب الخالة.
بقلم كاتبة العصر____________________________
" إن رفقة السوء قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك والضياع "
تفاعلوووا
أنت تقرأ
قطار الثانوي 💗 🚝
Teen Fictionأعلم أنك لست الأسعد بالقدر الذي جعلك أنت... لكن ماذا إن كنت واحد من أولئك..؟!! أو أن كان واحد منهم يشبهك ويقص حكايتك أو يقص حكاية شخص آخر أنت تعرفه بالفعل..؟!! ماذا سيحدث حينئذ. ..؟!! أنه فقط مجرد سؤال يدور بعقلي!♪ في كل مرحلة من مراحل العمر.. يشعر...