الفصل السادس

32 26 6
                                    

مساء معطر برائحة المطر 🤍

ميشا

مرَّ فترة على حياتها مستقرة. تذهب فيها الى المدرسة تتنمر على الطلاب. وتواعد أجمل طالب بينهم.. تعزف البيانو. وتحصل على إهتمام أسرتها الصغيرة.. حتى تغير كل شيء بيوم واحد..!
أستيقظت صباحًا كالمعتاد وأخذت حمام بارد. إرتدت ملابس كلاسيكية. على عكس طبيعتها (بلوزة وتنورة قصيرة). وضعت مساحيق التجميل والعطر. وربطت شعرها للوراء.

ت

ناولت إفطارها مع أمها المنشغلة بالعمل. وأختها التي لا تنتهي من الاطمئنان عليها. ذهبت إلى المدرسة برفقة والدتها.. كَكل صباح. دخلت مدرستها بنفس الابتسامة المغرورة تحت النظرات الطبيعية. دخلت فصلها وبدأت بالإستماع للموسيقى. لا تنتبه إلى دروسها.
• موعد استراحه الغداء • وجدت بعض الفتيات الحاقدات عليها بالثرثرة والسخريه منها. انتشر الأمر حتى أصبح جميع الطلاب يتحدثون عنها. هي لا تعلم حتى عن ماذا يتحدثون؟! هي ليست بها أي خطأ أو شئ يستدعى السخرية.
قابلت سيهون:' ماذا حدث ؟' وهي تبكي تقريبًا
سيهون:" هل يجب علي أن أقول ؟"
مسحت دموعها بشجاعة:' تحدث '
انفجر:" أنا فقط أريد أن أقول أن ننفصل. لم أعد أريد رأيتكِ حتى. أنتِ بشعة بكل تفاصيلك...
إذهبِ إلى الجحيم أيتها المتنمرة " انفجر مرة واحدة بكل ما لم يستطع لفظه مسبقًا. لقد انفصل عنها بأبشع الطرق الممكنة. وبسبب مجهول بنسبة لها. تركها ورحل بعد أن مزق صفحتهما. تمامًا..~
سقطت مغشياً عليها من صدمة ما سمعت. حتى وإن لم تعلم سبب نظرات الطلاب. لكنها تأكدت أنها كارثة ما.

في اليوم التالى. استيقظت في المستشفى. جانبها والدتها وهيسو أختها وصديقاتها. اللواتي لم يصدقن حديث الطلاب البارحة. لكن وللأسف الشديد أكدت والدة ميشا إشاعة طلاب المدرسة حول أن ميشا ابنتها بالتبني وأنها وُلدت بأحدى الأحياء الفقيرة. وكانت تعيش بملجئ.
هيسو:" ماذا حدث لك ميش؟ "
ميشا:' أين أنا؟!! '
الأم:" أنتِ بالمشفى منذ أمس. من فعل ذلك بكِ؟ لقد وجدكِ أصدقائك مغشي عليكِ في شارع المدرسة "
ادعت عينيها:' لقد وصفني سيهون بالبشعة وأخبرني أن انفصل عنه وأذهب إلى الجحيم ... لقد تركني ورحل. تركني وحيدة ... بعد أن أهانني... ' تتكلم وتبكي في آن واحد.
هيسو :" ماذا حدث بالمدرسة؟ "
ميشا :" لا شئ أنها مجرد إشاعات " الأختين تجهل حقيقة الأمر. وقد تكون صعبه جدًا عليهما تقبل الأمر. خاصة وإن كانت ميشا هي المتبناه. سيضع حاجز آخر بينهما. أنها تتراكم مع الزمن لتصنع فجوة بينها وبين أختها الكبرى غير الشقيقة.
_______________________________

مرَّ على هذا الحدث ما يقارب الشهر وما زالت داخل قوقعة الاكتئاب النفسي. لا تذهب إلى المدرسة. لا تقابل أسرتها وأصدقائها. حتى أنها توقفت عن إيقاع الموسيقى الهادئه بالبيانو.
نائمه على السرير تحتضن الوسادت وتبكي:
” هل أنا حقا ولدت بملجئ فقير؟
هل أنا المذنبة كوني وُلدتُ هكذا؟
هل كان خطأ أن تنمرت على الفقراء؟
... والآن واحدة منهم؟
هل ما حدث مع سيهون كان حقيقيًا؟
هل انفصلنا حقًا؟
هل أنا حقًا فتاة سيئة وبشعة؟
هل كرهني كوني فقيرة؟
أم أنها مجرد حجة؟
ماذا عن المدرسة وأصدقائي وكل شئ؟ “
دار في عقلها مئات الأسئلة عن ما حدث لها. منذ مدة اتصلت صديقتها بالهاتف تخبرها عن خروجهم إلى المنتزه. وطلبت منها الإشتراك. واعتذرت ميشا منها. لكنها مصره على اصطحاب ميشا معهم. وقف أصدقائها أمام منزلها. صعدت الفتيان إلى غرفة صديقتهم. وأجبروها على الخروج معهم... رغم رفضها. لكنها هي النهاية وافقت على طلبهم. ارتدت ملابسها وصففت شعرها حول رقبتها. ثم خرجت معهم للجلوس في الحديقة الخضراء. وسط الأشجار العالية. بقيت معهم. يلعبن ويغنين ورقصن الثلاثة سويًا. نجحت خططهم في إخراج صديقتهم من قوقعة الاكتئاب.
الفتاتان:" لقد أعددنا لكِ مفاجأة "
ميشا بحماس :'ما هي ؟'
إحداهما:" إنها مسابقة بيانو بعد أسبوعين في مدينة انشيون "
الأخرى:" اشتركنا لكِ بمسابقة للمواهب.. قد تساهم في تحقيق حلمكِ"
ميشا بحماس :' هل تمزحان حقًا. مدينة انشيون. هذا أمر رائع' لقد أحبت كثيرًا تلك المفاجأة. صديقاتها يعلمون جيدًا ما الذي يجعل صديقتهما تخرج من تلك القوقعة. وتعود لها الحياة مرة أخرى.!
_______________________________

عطلة نهاية الأسبوع:...
أستيقظت ميشا على صوت أختها.
ميشا بنعاس:' أريد النوم. ماذا تريدِ؟ '
هيسو بصخب:" هيا أيتها الكسولة أنها الساعة العاشرة صباحًا "
ميشا بهدوء تبعًا لشخصيتهما المتناقضة:' اتركيني وشأني. لا شئ أستيقظ لأجله '
قفزت هيسو على الأرض:" حتى وإن علمتِ قدوم مشاغب"
ميشا بمفاجأة:' حقا ' وقفت أمامها على الأرض
هيسو:" هيا لن تحبِ أن يراكِ هكذا "
ميشا:' أنا دومًا على أتم الاستعداد ' بشكل رسمي. من باب التفاعل مع صخب هيسو.

★ مشاغب هو لقبه. ليس الاسم الحقيقي★

قامت بروتينها صباحي. المعتاد ابتداءً من الاستحمام حتى أرتدت بلوزة بنفسجية اللون قصيرة مع بنطال أسود چينز. وشعر مصفف بعناية. ثم أضافت مساحيق التجميل وعطرها المعتاد برائحه الياسمين.

كم كانت لطيفة. تبدو زهرة ملونه في غضون الربيع المشمس. لكن داخلها ما زال مريض. ما زال الماضي يؤلم... ولم تطيب الجراح بعد. حتى وإن آمنت أنه ماضي.... سيترك ندبة لمستقبل أفضل. لأنها لم تتحكم فيما حدث. لقد صفعها الماضي فقط. ليُقظها من أخطائها الغارقه بها.

بقلم كاتبة العصر.

____________________________

” يأتي الأمل من بين ثنايا الألم
يُخلق من العدم “

تفاعلوووا

قطار الثانوي 💗 🚝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن