الفصل التاسع

28 24 2
                                    

مساء معطر برائحة المطر

ميشا

نزلت الدرج لإستقبال المُلقب بمشاغب. لأنه حقًا مشاغب. جلست الفتاتان مع صديق طفولتهم. يضحكون ويلعبون مع هذا الشاب الذي يكبرهم بالعمر والذي يتنبأ الجميع أنه سواعد هيسو يومًا ما. تناولت الأم معهم الغداء. ثم قرر الخمسه الفتاتان (هيسو وميشا). وصديقات ميشا. ومعهم الشاب (مشاغب) بالخروج إلى مقهى ليلاً. قاموا بأشياء مكروهه عندنا نحن المسلمين العرب. شربوا كؤوس النبيذ الأحمر. ورقصوا على الموسيقى الصاخبة. قضوا وقتًا طويلًا في هذا المكان ( البار ). ثم عادوا ثملين معد منتصف الليل. وقد اعتبوا أنهم قد استمتعوا بوقتهم.
____________________________

بعد مرور ١٧ يومًا من إنقطاع ميشا عن المدرسة.
المساء: ...
عادت ميشا من الخارج وجدت أمها جالسة في غرفة المعيشة أمام التلفاز على غير عادتها.
ميشا:' مرحبًا أمي '
الأم:"مرحبًا أميرة الغروب.. كيف يومك؟ "
ميشا:' جيد... أريد أن أطلب منك شيئا.'
عقدت الأم حاجبها:" ماذا؟"
ميشا:' أمي. أنت تعلمِ أهمية عزفي البيانو صحيح'
الأم بحزم:" وأنا أرفض "
ميشا برجاء:' أسمعيني يا أمي تلك المرة. لقد إشتركتُ في مسابقة للمواهب بمدينة انشيون.. لن أذهب سوى أسبوع واحد وسأبقى مع صديقتك ومشاغب ... لن أبتعد عنكِ. أعدك.... أمي '
الأم:" لكن.. ماذا أن فُزت بالمسابقة ؟"
أسرعت:' أعدُك أني لن أبتعد '
فاجئتها الأم بسؤال تعجيزي:" ودراستك ؟"
ميشا:' سأهتم بأمرها '
الأم:" كيف "
ميشا:' سأُذاكر جيدًا وأحضر دروسي. وأدخل كلية الفنون وأتخصص في علم الموسيقى '
الأم:" لكن إن لم تنجحِ... يا فتاة أريدك أن تصبح مثل أختك الكبيرة. لا أريد أن أقلق عليكِ بعد ذلك "
ميشا :' وماذا أن اننضممت لفريق بسبب فوزي المسابقة وحققت نجاح كبير '
الأم:" تلك أحلام وردية على أى حال. "
ميشا برجاء:' أريد أن أشترك بشدة أمي! '
الأم:" إن أجتهدتِ في دراستكِ. حسنًا! "
ميشا :' أشكركِ بكل شئ فعلته من أجلي. انا أحبك كثيرًا ... أنتي أمي... وفقط أنت ' كانت تقولها من قلبها وهي تحتضن أمها.
”كم أن هذا الماضي مؤلمٌ لكليهما. ولا علاج له سوى النسيان. لم أجرب هذا الشعور من قبل. لكني أتألم معهما. وكأني أعاني منه أيضًا. هكذا كنت دومًا “ هذا ما يدور بعقل هيسو وهي تشاركهم الحضن الجماعي لأسرة صغيرة جدًّا وثرية جدًّا.
____________________________

في اليوم التالي: ...
أستيقظت الساعة السابعة صباحًا لتعود إلى يومها الدراسي مجددًا. تفعل ما تفعله كل يوم حتى ودعت أمها ونزلت من السيارة أمام المدرسة. دخلت بتوتر كبير حاولت أخفاءه. بدى عليها الثقة. نفس النظرة التي تدخل بها نفس كل شئ. عدا يدين ترتجفان من الخوف. هل تخاف من التنمر؟!!. أيقنت أنه كان أكبر من ما تتصور. مرت مرارًا بهذا الموقف... لكنها المتنمرة وليس العكس. هاجمها كلمات سيهون علي أذنيها. حقا هي كانت سيئة. لكنها الآن تغيرت لقد أقسمت على التغير. دخلت إلى صفها. كانت الأمور عادية.. كأن شئ لم يحدث. ما زالت تتلقى الإحترام من زملائها بالصف. وهذا بحد ذاته غريب عليها. هي لم تتوقعه منهم أبدا. لقد كانت سيئة مع الجميع. حضرت دروسها بإهتمام دون موسيقى أو سماعات أذن. كل هذا لأجل المسابقة. كل هذا لأجل مستقبل فتاة الأسرة الثرية بالتبني .⁦⁦♡⁩.
في الإستراحة. جلست بهدوء مع صديقاتها. تناولت دون الالتفات إلى أحد. الجميع ينظر إلى الفتاة القوية التي تأكل دون أن تكترث للفضيحة التي حدثت لها منذ أيام. تلك الثقة والقوة فقط كفيل أن يمنع عنها تنمر الحاقدات. أو بواقعية أكثر يمنع عنها شر أمثالها يومًا.
أما هي جلست حزينة. تكتم بكاءها بشدة. لا تحب أن تكون ضعيفة أمام الناس. وكيف وهي إبنة رائدة اعمال. التي حاربت العالم. والتي لا تُقهر.. تحرك الملعقة في الطعام دون أن يمس فمها. تسترق النظر إلى سيهون الذي جلس بمنطقة بعدة عنها. ومعه الفتاة الفقيرة. ترك ميشا... وها وقد إرتبط بالفتاة المجتهدة. ينظر إليها أصدقائها بحزن عليها. لقد تلقيت الضربتان مرة واحدة. ولم تشفى حتى الآن..
____________________________

بقلم كاتبة العصر

” لا أعني بها فرد أنهم أجيال..“

تفاعلوووا

قطار الثانوي 💗 🚝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن