الفصل الثالث عشر

27 23 6
                                    

مساء معطر برائحة المطر
جوناثان

رأى المشهد المعتاد. كيفين يجلس على سريره أمام شباك الغرفه. يأخذ شهيق عميق من سمه. ويخرج دخان السجائر الذي أعتادت عليه رئتيه. شارد تماما كأنه بمكان آخر.
لم يكترث. هذا روتينه اليومي. رتب جوناثان مكتبه وبدأ بدراسة مواده المعقده. والتنقل بين الهندسة والفيزياء وغيرها من الكتب التي لم يفتحها حتى الآن.
واظب خلال الشهر على الحضور بالمدرسة والمذاكرة الجدية التي لم يعهدها من قبل.
رأى خلاله كيفين والسجائر. سيلين ومباريات التنس. ألبرت ومغامراته. أما جوناثان مع جهاز اللاب توب والمذكِّرات.

دخل الإمتحان وهو مؤمن أنه فعل معجزة. لن ينخفض تقديره ولن يرتفع أيضًا ... جيد.
بدأت الامتحانات. مادة تلو الأخرى. يوم بعد يوم. حتى انتهى الفصل الدراسي الأول بالتقدير المعروف. أقل قليلًا من السابق ... لكنه راضٍ على نفسه تمامًا. وأيضا تفوق سيلين وألبرت ورسوب كيفين. كما توقع. من زرع بذوره حصدها.

قرر أن لن يعود إلى المنزل مجددًا أصبح مخيارًا وهذا شئ رائع له. سينتقل إلى منزل إيجار بصحبة أحد أصدقائه ... مينا ( فتي الدلڤري ).

ذهب إلي المنزل ليحضر أشيائه. ويودع أمه.
كريستينا ببكاء:" لماذا ؟ "
جون ببرود وهو يخرج الحقيبة من الغرفة:' ما هو الذي لماذا؟ '
كريستينا:" لماذا ستترك منزلك؟ "
جوناثان:' انها حريتي .. بعيدا عن التربية الفرنسية. رجاء أمي ' تحول الحديث إلى اللغة الفرنسية.
كريستينا بعصبية:" أنت حتى  لم تعطِ عذرًا لأفعالك"
جوناثان بسخرية:' أصبحتِ كئيبة أكثر من كونك عصبية.! '
كريستينا:" وبما تفسر ذلك ؟ "
جون:' لا يهم التفسير أمي. وداعًا '
عانقته كثيرًا وهي تبكي. الچين الفرنسي يوثر عليها.. وهو يكره ذلك. أكثر من 20سنه ببرلين ولم تتحكم بمشاعرها بعد.
جوناثان في نفسه:' هذا مقرف أكثر من سجائر كيفين حتى'. من الغريب أن  إظهار المشاعر في ألمانيا دليل على ضعف صاحبها.

بدأ الأمر صعب في البداية. لكن العكس تمامًا. خرج من المنزل وهذا رائع. انتقل إلى حي فقير حيث مينا يعيش. واستقبله في منزله وتشاركناه سويه.
المنزل كبير ذو طوابق عديدة وحديقة خضراء. صعد إلى الطابق السابع على قدميه. المصعد الكهربائي معطل واللعنة. شقة صغيرة الحجم ورديئة الأثاث. مطلاه بألوان باردة داكنة. إضافه إلى درجة الحرارة المنخفضة. التدفئة كأنها لا تعمل. حقا منزل سئ.
لو كان أبيه حيًا لما حدثت أشياء كثيرة. كعلاقته بأمه أو المدرسة ولا حتى السكن.
في الحقيقه سبب  خروجه من المنزل هو شعوره بالتقيد. والتزبزب هو لم يكن مسؤولًا عن نفسه. أو حتى يتحكم بها. كان يُجبر على فعل أشياء كثيرة يكرهها. كل تلك الأسباب دفعته إلى الإبتعاد. إضافة إلى حالته النفسية السيئة. والرغبة في الوحدة لبضع الوقت أو... للأبد.
تمتم جوناثان:' كل شئ أصبح سئ بعد غيابك يا أبي.'
مينا بحماس:" مرحبًا بكَ في منزلك المتواضع "
جوناثان:' أشكرك '
لم يكن يجامله. حقا هو يشكره على انتشاله من سجن المنزل.
مينا: صديق جوناثان. تعرفا على بعضهما عن طريق عمل مينا. حيث أن كرستينا كثيرة الطلب للوجبات السريعة. يبلغ 20 عاما. شاب شعبي (سرسجي بالمصري).

قطار الثانوي 💗 🚝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن