مساء معطر برائحة المطر 🤍
حنين
" هل تدرك معني أن تكون وحيدا؟!... أن تكون وسط 8مليون بشري. ولا تجد من تثق به. وتخبره عن ما بداخلك من الآلام.
هل جربت شعور الغربة؟!... أن تكون غريبا ولا تجد من يشبهك. أن لا تنتمي إلى أحد رغم هذا الكم من الجموع.
لا أظن أن ما قد جربه كتجربة تلك الفتاه الذابلة. أعتقد أنك الآن تشعر بها. ولكن..... أن تحمل هذه المشاعر السيئة جميعها معًا. قد يؤدي بك إلي التهلكة لا محال.
الفتاة الذابلة."أغلقت حنين مدونتها. بعد أن دونت تلك الكلمات العشوائية. والتي تقتل أحشائها. هذه الكلمات المبثرة هي طريقة حنين لتعبير عن ما بداخلها. طريقة قاسية قليلا... أعني أن تدون هذه المشاعر. وتخلدها. حتي يأتي يوماً. فتقرأ تلك الكلمات وتعيش هذه اللحظة من جديد. تتذكر كل مشاعرك _ الجيد منها والسئ _. تمر عليك الأحداث كشريط الفيديو. تري نتائج هذا اليوم. تنظر كم أثر بك هذا الإحساس. تشعر أنك أكثر نضجًا. ثم تبتسم إلى هذا الذى تم تخليده لسنوات. أنت تعيشه الآن مره أخرى. حينها فقط ترتسم تلك الابتسامة الصغيرة والصادقة. إبتسامة حقيقة للغاية. حتى وإن كانت مؤلمة....
فردت حنين عليها الغطاء. كمحاولة فاشلة للنوم. لكن لا مجال للهرب. إن كانت من مواجهه الخائن (كما تظن). فكيف ستهرب من أسئله عقلها. حتى وإن لم تعرف إجابتها. وكيف تهرب من بكاء قلبها أسفًا. لكن مهلًا... هذا القلب لا يبكي على فراق الحبيب. والله إن هذا القلب على حال مؤمن قد غرق في المعاصي. يبكي أسفًا على صاحبته. والتي وقعت بالتهلكه” هنيئًا لمَن مَلكَ قلبًا يعتصرُ بكاءً على حالِ صاحبهِ “
من الصعب على شخص أن يستيقظ فجأة في منتصف الليل. فيري نفسه يدمع. وجسده يختنق. قامت من على سريرها. تنفض هذا الهراء من رأسها. محدثة نفسها:' كل شئ سيمر. أنا على ما يرام.... لا... اقسم. أنا لست على ما يرام. أنا أختنق. لقد ضاق صدري يارب العالمين. معصيتك مذلة. وطاعتك عزة. لقد نفذت قوتي. ' لقد نطقت بهذا الاعتراف بصوت نادم على كل معصية اقترفتها. نادمة على تدميرها لدينها وأخلاقها. لوثت حيائها. نادم تجردها من زينة دينها. فأهانت لسانها بكلام محرم. وأهانت عقلها وقلبها بأفكار ومشاعر محرمة. حتى أهانت جسدها بستر رديئ ( تحت مسمى الموضة ).
:" هل يمكننِ الحديث معكِ؟ " سألت سلسبيل التي تجلس على كرسي جوار سريرها. انتفضت حنين إندهاشًا من وجودها.
أكملت بأعتذار:" آسفة... حرارتكِ مرتفعة للغاية. أعطيتك الدواء وجلستُ أضع لكِ الكمادات. " نظرت حنين للأسفل. جالسة علي سريرها. تضغط على يديها بشده من الحرج.
سلسبيل بشجاعة:" لقد هلوستِ بالكثير من الهراء. والكثير من الندم... تحدثِ حنين. ما بكِ؟ ما الذي الؤلمكِ ولا يمكنكِ أن تبوحِ به؟ أخبريني وأوعدكِ أن يكون سرًا بيننا مدفون.. للأبد ".
تحدثت حنين بصوت مكتوم:' لا شيء فقط.. أشعر بالاختناق. '
أخذت نفسًا عميقًا معه إتخذت قرارًا صعبا قليلًا. أن تبوح بمشاعرها إلي إبنه عمها المغتربة.. مثلها تمامًا:' لقد أبتعدتُ عن وطني منذ مدة بعيدة. أكن الشوق له والانتماء والحنين وهذا طبيعي. ولكن.. أنا أبتعدتُ. وبتعدتْ معي نفسي. إتبعتُ التيار. وكنت نعجة وسط القطيع.. عصيتُ ربي. خلعتُ ملابسي. لوثتُ لساني. كسرتُ قلبي وأطفأتُ بريق روحي. لقد ذبلت بسمتي... وماذا كسبتُ من ذلك؟! أنا خسرتُ كل شئ. لم أحصل إلا علي خيبات وكسرة قلبي. لم أحمل على أرض مصر سوي خيبتي. '
أنهت جملتها بنوبة بكاء. إنهارت وإعترفت أخيرًا بخطئها وغفتها. مر القليل من الوقت حتى هدأت تمامًا وأكملت:' كل ما في الأمر أنني أُعجبتُ بحياة المراهقات الحمقي.. بدأتُ تدريجيًا بتقليدهن. الضحك مع الرجال.. رفقة أصدقاء السوء.. وقعت بحب شاب لم أعرف إسمه حتى. يا لها من حماقة أن تصب إهتمامك ومشاعرك لمن لا يستحق.. لكنني فعلت. فعلت المستحيل لأجله. ما لا يمكنني تخيله يومًا. كذب. خداع. هرب. تنازلت وقدمت له الكثير.. ولكن ها هي النهاية!. لقد مل وتركني. ثم بحث عن أُخرى... اتعلمين. هذا أفضل ما صدر منه. أعني أنه تركني وشئني... كي أستيقظت من غفلتي.'
صمتت سلسبيل تستمع لها بحزن ممزوج بشفقة:" ثم ماذا؟! "
حنين بحسرة:' لا اعلم.. أنا على الأرجح اختنق '.
سلسبيل بحكمه:" حنين، لقد إنخفضت حرارتك. إرتاحِ الآن. وغدًا سنتحدث كثيرًا. فأنا أملك حل مشكلتكِ ". أشارت حنين لها. وعادت للنوم.
سلسبيل:" هل يمكنني أن أشارككِ السرير الليلة؟ " لقد صعدت سرير حنين بالفعل. كانتا دومًا تتشاركان السرير عندما كانا صغار. إبتسمتْ حنين وسط حزنها قبل أن تذهب إلى عالم الأحلام!!
بقلم كاتبة العصر____________________________
تفاعلوووا
أنت تقرأ
قطار الثانوي 💗 🚝
Teen Fictionأعلم أنك لست الأسعد بالقدر الذي جعلك أنت... لكن ماذا إن كنت واحد من أولئك..؟!! أو أن كان واحد منهم يشبهك ويقص حكايتك أو يقص حكاية شخص آخر أنت تعرفه بالفعل..؟!! ماذا سيحدث حينئذ. ..؟!! أنه فقط مجرد سؤال يدور بعقلي!♪ في كل مرحلة من مراحل العمر.. يشعر...