الفصل الرابع عشر

27 25 4
                                    

مساء معطر برائحة المطر 🤍

حنين

الأهرامات. الساعة  5 مساءً:…
صعدت على حصان أسود طويل. وخلفها صديقها بالحصان البني الداكن. في سباق بينهم. فهي تجيد الركوب والتعامل معهم. كانت الشمس معلنة عن الغروب القريب. وهما في وسط الصحراء  بالقرب من نقطة النهاية. وقفت تلتقط لها وللحصانها صور تذكارية حتى وصل الآخر. ثم عادوا إلى حيث موضع أصدقائهم. كانت سعيدة جدًا بتلك التجربة. سعيدة بهذه الصور. عادوا إلى باقي المجموعة يضحكان على فوزها الساحق عليه. وتفاجئ الجميع بمهارتها في ركوب الخيل. أكملوا نُزهتهم بين الأهرامات المصرية الثلاثة. حيث فن المعمار القديم. وآثار مصر الخالدة. وجوار واحدة من عجائب الدنيا السبع.

قد قررت حنين عرض تلك النزهه عليهم. لتتعرف على آثار مصر القديمة. وترى أبو الهول .. نحت العظماء. ووافق اصدقائها على عرضها. ليس لأنهم مشتاقون لهذا المكان العظيم. بل لأن صديقتهم كانت من متفوقين مدرستها... حتى وإن كان تفوقها ليس حقيقيًا. حتى أن هدفهم من هذا المكان هو الاحتفال بنجاها ليس سياحة الأهرامات. فهم لا يقدِّرون ما هو أمامهم. المكان الذي يأتي له السياح من أواخر العالم لرأيته والتقاط بعض الصور التذكارية معه. لم يكن أبدًا مكان جديد لحفلة من نوع آخر.
عند عودتها من سياحتها الأولى وتحقيق حلمها الصغير. صعدت إلى منزلها الصغير. حيث كانت مرفت تعد طعام العشاء لهما. عند الساعة 8مساءً.
حنين:' مساء العسل يا ميرا '.
ميرفت:" أنت جيتي!! حمدلله علي السلامه. جيتي بدري ليه؟ "
حنين:' عادي. خلصنا وجيت علطول. بقولك أنا وقعه من الجوع. '
مرفت وهي تقلب المعكرونه:" وأنا عندي ليكي خبر هينسيكي الجوع أصلًا. خبر كده بمليون جنيه. جايزة نجاحك ".
حنين:' انجزي المقدمة دي. كفاية رغي."
مرفت:" عمك ابراهيم "
حنين بمفاجأة:' ماله!؟'
مرفت:" تواصلوا معايا النهار دة. وقال أنه نزل مصر من أسبوع كده. وجاب معاه العيلة كلها.".
حنين بشوق:' وماما وبابا؟ '
مرفت بتوتر:" لأ.. مجوش .... المهم هو في سيناء دلوقتي وقال إنه هيجي على بعد بكرة كده. هنا في طنطا ".
حنين بحزن وهي تضع الطعام على الطاولة:' ليه مجبوش بابا وماما معاهم؟ '.
مرفت جلست على الكرسي بالمطبخ:" يا حنين الدنيا صاعبة. أنتِ فاكرة أنتِ جاتي إزاي؟ المسألة وقت بس أن شاء الله.. أنتِ عارفة طنطا مش بعيدة عن هنا كتير. يعني تقدري تروحلهم في أي وقت.. والأهم إن هما كده في أمان ".
حنين وهي تجلس أيضًا:' أحمدُ الله.. اللهم أحفظ والدي '.
مرفت بإستهزاء:" أنتِ رجعتي لنشرة الاخبار تاني.. طيب قومي ياختي هاتي معالق من عندك".
حنين بابتسامة:' أنا عاوزة اكلمهم.'
مرفت:" خلصي عشي وكلميهم ... صحيح هو عندو كام عيل ".
حنين:' إثنين كبر مني بكتير .. سلسبيل وباسل. '.
____________________________

بعد 4 أيام. مدينة طنطا:...
دخلت حنين وخالتها إلى مدينة طنطا بسيارة أجرة. إرتدت حنين ملابسها القديمة. ملابس افتقدتها. وذكَّرتها بأرض الوطن. ونزلوا بالمكان المحدد. بعد بضع دقائق وصلت سيارة سوداء اللون. وبداخلها إبن عمها المغترب. كان من الصعب عليها تذكر ملامحه فهو منذ أن كانت طفلة لم تراه. رحب بهم ونقلهم باسل إلى منزل أبيه الصغير.
ذو خصلات بيضاء بشعره الأسود وملامح عربية هادئة. يبلغ 32 عاما تقريبًا. حدث معه ما حدث لحنين تماما. عندما أتم دراسته الثانوية سافر مع مجموعة شبان إلي لندن للحصول على درجة جامعية عالية. أكمل تعليمه وتخرج وعمل هناك. عاش معهم وارتوي من خصالهم الغربية المنفتحة. بدى عليه الجدية والغموض. صعدت إلى منزل عمها وقابلتهم بشوق كبير. بعد سنتين من الفراق عن حياتها. بدأت تقابل أهلها مجددًا. عمها إبراهيم رجل كبير بالسن طيب القلب يحب بنت أخيه الأصغر والوحيدة. زوجته سيدة فلسطينية أيضًا. هما ولدا بهذا الإحتلال الإسرائيلي الظالم. وفي هذه الأيام فقط قد تذكر إبنهم أنهم بخطر. وعليه إخراجهم من بين أنياب المحتل. كانت مصر من اختيار العم إبراهيم. ليكون بجانب حنين.
سلسبيل فتاه ال22 عامًا. شقيقة حنين التي لم تكن لها أخ أبدًا. والآن هي الوحيدة.... كما تظن حنين. فقط هذا من رأيها.
حنين:' كيف هو حال الوطن '.
ابراهيم:" ليس يسيرًا يا ابنتي. أحمدُ الله أنكِ نجوتِ بخير. ".
حنين:' لكن أبواي ليسوا بخير. أنهم مازالوا تحت رحمة هؤلاء الأعداء '.
إبراهيم بحزن وضعف:" أنهما برحمه الله ".
بقلم كاتبة العصر

____________________________

” جميعنا يعلم أن بإمكان أي شخص أن يحقق النجاح الساحق
لكن قلة من يفعل.♪ “

تفاعلوووا

قطار الثانوي 💗 🚝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن