الفصل العشرون

26 20 5
                                    

مساء معطر برائحة المطر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مساء معطر برائحة المطر


حنين

صوت هاتفها يعلن عن مكالمة:' آلوا '.
سلسبيل باستهزاء:" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته. "
حنين:' مرحبًا بكِ يا بنت عمي. كيف حالكم جميعًا '.
سلسبيل:" بحمد الله جميعنا.. حنين, أنا الآن بالطريق إلى القاهرة مع باسل لرأيتك."
حنين بشئ من الانزعاج حاولت أخفاؤه:' مرحبًا بكِ '. لن تستطيع الإفلات منها ؛ للحديث مع راكب الخيل.
وصلت إبنة عملها إلى المنزل. رحبت بها. تناولت الفطور معهم. ثم نزلت مرفت إلي متجرها. تاركة الفلسطينيتان معًا. تعجبت سلسبيل من حالتها النفسية الجيدة جدآ. كأن شئ لم يكن. لا تعلم أن حنين تحت تأثير ما هو أقوى من الكحوليات. تحت تأثير شيطانها.
تحدثتا معًا لفترة من الوقت. حتى وقعت بالحديث وعرفت سلسبيل كل شئ. فحنين سهلة المنال. لا تحتاج إلى مجهود..
____________________________

في اليوم التالي جاء إليها عمها إبراهيم دون سابق إنذار. تركت مرفت عملها بأمر منه. ثم حدثت مشكلة كبيرة. بين العم والخالة بالخارج. لم تستطع سماعهم من داخل غرفتها. تملك من الشك والخوف أن سلسبيل قد أخبرته أن حنين تتحدث مع شاب غريب وتخرج معه. تدعو الله بالستر عليها وحمايتها. كم أن الإنسان ضعيف!!. لكنه لا يلجأ إلى الله إلا عند المصائب!. دخلت عليها مرفت غاضبة وحزينة جدآ. أخذت حنين إلى صدرها بقوة. وحنين لا تفهم شئ. من المفترض أن تصفعها على وجهها مثلًا.
جاء صوت العم إبراهيم حاد:" هيا يا حنين. وأحضرِ أغراضك ". هنا فهمت حنين أنها ستنتقل إلى حيث يوجد الجحيم. ليُعاد تربيتها من جديد..
جهزت حنين حقيبتها القديمة. جواز سفرها وأوراقها. اصطحبت بعض ملابسها. التي كانت ترتديها قبل أن تتحول إلى ما هي عليه الآن. ودعت خالتها وتحركت بالسيارة مع عمها إبراهيم. لم ينطق أي منهم كلمة طوال الطريق. عندما وصلت منزل عمها بطنطا.. رحبت بها زوجة عمها في منزلها. دون معرفة سبب انتقالها. وكذلك سلسبيل كانت فرحة بقدومها. ومتفاجئة من سرعة تنفيز أبيها. دخلت حنين إلى غرفة سلسبيل وضعت حقيبتها. أمسكت بها تسأل وتتهمها أنها سبب قدومها إلى هذا الظلام. لم تبدِ سلسبيل أي ردة فعل فقط قالت بحده:" من الجيد أنك على علم أن ما تفعليه هو خطأ "..!
بعد قليل دخل عمها إبراهيم ومعه زوجته. وقع قلبها بقدومهم. العم بحنان:" أنت ستسكني معنا هنا. هذا منزلك. لن تعيش بمنزل آخر. هذي وصية أبكِ ".
زوجة عمها:" ستظلِ مع سلسبيل بالغرفة حتى يذهب إبن عمك. ويمكنك أخذها بعد ذلك. " هزت رأسها بإجاب ولا تفهم حتى الآن لمَ لم يكلمها أحد.
ذهبت زوجه عمها. حتى يكمل:" لقد قلقت عليك هناك. أخبرني باسل عن بشاعة المكان. أردت أن تكوني على ما يرام ". هنا تأكدت أن الله حليم ستار. يغفر الذنوب والمعاصي ويقبل التوبة. لكنها لم تتوب. وسترجع إلى المعصية من جديد. بعد أن سترها ربها. علمت أن سلسبيل ليس لها ذنب. وأنها أساءت الظن بها. رغم كل شئ أنها تتنفس الصعداء براحة. وشكرت الله الذي ستعصية مجددًا بعد أن أمهل لها وأعطاها فرصة أخرى.
____________________________

بعد شهر من ذهاب حنين إلى منزل عمها إبراهيم:.

تجلس حنين في غرفتها تتحدث إلى خالتها بالهاتف. وتعتب عليها الخالة عن عدم زيارتها كل تلك المدة. فقامت حنين بوعدها بزيارة قريبة. بعد أن أغلقت الهاتف توجهت إلى غرفة سلسبيل.
حنين بحزن:' أريد الذهاب لزيارة خالتي. لقد كانت جدآ حزينة'.
سلسبيل بجدية:" كم ستقضين عندها ؟".
حنين بإرهاق:' لا أعرف .. لقد اشتقت لها.. كثيرًا !! '.
سلسبيل:" يمكنك أخبار أبي بأي وقت لن يرفض."
حنين بتبرير:' لا أقصد ما ظننتِ....'.
قاطعتها سلسبيل:" أنا وأنت نعلم جيدًا إلي من تشتاقين. لن أتدخل في حياتك. لكن أحذرِ من الطريق الذي يغضب الله".
حنين بانهيار:' لا أستطيع .... صدقيني '.
سلسبيل:" تبا لك حنين. كيف لا تستطيعِ ؟".
حنين:' لا أعلم!.  أفكر به دائمًا. أريد التحدث معه دومًا.'.
سلسبيل:" أنت بالفعل مازالت تتحدثِ معه. وأيضا تحددثِ معي عنه كثيرًا. كأنه أهم شي. ماذا بك؟ أخبريني ".
حنين:' لا أعلم.. حقا. أعنيها. أنا لا أعلم. أنا هنا لأعرف ماذا بي؟. لماذا أصبحت بهذا السوء؟ أصبحت مثلهم سيئة _ بشعة. أنا بشعة يا سلسبيل. صحيح ؟! '.
وهكذا كانت حنين طوال تلك المدة في أعراض الإنسحاب. لكنها كانت تسترق الحديث معه بعض الوقت ؛ لتعود إليه. لم تحاول أن تستيقظ من غفلتها أبدًا. إنها فقط تبحث عنه بكل مكان. كمدمن على مخدرٍ حقير!.
أهانت نفسها. وأفسدت تربيتها. تخلت عن حياءها. أصابت بأهلها الخزي.... أصبحت حنين جزء من هؤلاء الذين يجلسون في مقهي بأحد مولات القاهرة. أو كطالبات مدرستها الخاصة. لم تعد حنين الذي نعرفها... أبدًا !!.
عند عودة عمها من الخارج. طلبت منه زيارة خالتها لبعض الوقت. ووافق على الفور. بحسن نية. دون أن يدري أن حنين الفتاة الفلسطينية قد دُفنت مع أسرتها .. منذ زمن بعيد. والآن أصبح واحدة لا يعرف. لقد أخرجها من حي خالتها السئ بعد أن أصبحت جزء لا يتجزأ منه.
____________________________

” أنا وأنت
وهذا هو الفرق “

تفاعلوووا

قطار الثانوي 💗 🚝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن