لف فهد مكتبه ليزيل معطفه الطبي و يضعه
على ظهر الكرسي...ألقى بجسده على
الاريكة الجلدية التي كانت تتوسط مكتبه
ليريح ظهره و عضلاته المشنجة بعد وقوف
دام لساعات في غرفة العمليات لإجراء عملية
جراحية لاحد المرضى المصابين بالقلب...كانت الساعة تشير إلى الساعة السادسة مساء...
زفر بملل و فتور فموعد عودته إلى المنزل
قد حان خاصة انه ليس لديه أعمال إضافية
هذا المساء... مؤخرا أصبح يمر بحالة من
الإكتئاب و الصراع الداخلي بسبب الروتين
القاتل الذي أصبح يسيطر على حياته
بعد ثلاث سنوات من الزواج من إبنة عمه
ندى مدرسة اللغة العربية...شفتيه إنفرجتا عن إبتسامة سخيفة و هو
يتذكر تعليق صديقه معتز كيف لجراح
قلب مشهور و صاحب أحد أكبر المستشفىات
الإستثمارية في مصر مثل فهد زيدان أن يقبل
بالزواج من فتاة بسيطة كندى....حياته أصبحت مجرد روتين ثقيل بين
عمله في المستشفى و العودة إلى المنزل
أما حياته العاطفية فقد كانت فارغة تماما
رغم أنه متزوج منذ ثلاث سنوات برغبة من جده
الذي عقد معه صفقة حيث إشترط
عليه أن يتزوج من إبنة عمه اليتيمة
مقابل ان يساعده ماديا حتى
يستطيع تحقيق حلمه و إنشاء مشفاه الخاصة...
لقد اجبر للانصياع إلى طلب جده ليس
فقط من أجل المستشفى بل لأجل
والديه أيضا فهما كان يحبان ندى
كثيرا و كأنها إبنة لهما....كل شيئ تغير منذ أشهر قليلة بعد مجيئ
إيمي الشقراء كما يناديها... طبيبة متدربة
في قسم الأطفال، فاتنة الجمال بعينيها
الخضراء و شعرها الأشقر الطويل...رغم
انها في عمر زوجته ندى إلا أنها مليئة بالنشاط
و حب الحياة عكسها...
أعجب بها منذ النظرة الأولى و لم تدخر
هي جهدا في التقرب إليه حتى أصبحت
جزء مهما من حياته....
جعلته يكره العودة إلى المنزل و يفضل البقاء
في المشفى لأيام متتالية بحجة العمل...الفجوة بينه و بين زوجته تزداد يوما بعد
يوم رغم انه حاول كثيرا إصلاح الأمور
بينهما لكنه فشل...لم تكن ندى من النوع
المتفتح في حياتها... زوجة تقليدية بامتياز
تقضي نهارها في العمل ثم تعود لتنظف
المنزل و ترتب الأشياء و تطبخ الطعام
و تعتني بطفليها الصغيرين إسلام سنتين
و يار ثمانية أشهر ..ملابسها أشبه بخاصة جدته واسعة
بألوان داكنة ناهيك عن تلك النظارة المريعة
التي تصر على إرتدائها حتى في المنزل...حاول كثيرا التحدث معها حتى أنه طلب
من والدته ان تلمح لها لكن دون فائدة
حتى في علاقتهما الحميمية لطالما شعر
إنها تقوم بواجبها فقط دون حب أو مشاعر...
علاقتهما تفتقد إلى الشغف و التجديد
التي تتطلبه كل حياة زوجية و هو مازال
شابا و يريد حقا الاستمتاع بحياة، لا ينكر
إنها زوجة مثالية، مؤدبة و محترمة و هادئة جدا
لم تجعله يوما يشتكي منها و لم يسبق
لها أن إعترضت على شيئ او خالفته
مطيعة بشكل يجعله يفكر دائما هل لهذه
الدرجة هو إنسان كامل بلا عيوب... هل
هذه طبيعتها أم هي مجبرة على كتمان
كل ما يزعجها من أجل المحافظة على
بيتها و أطفالها خاصة انها يتيمة و ليس
لديها غيره...لكن هذا لم يكن كافيا ابدا
بالنسبة له...
أنت تقرأ
حب إجباري(نوفيلا)
Romanceعندما يتسلل الفتور بين فهد و ندى بعد زواج دام لمدة خمس سنوات و يدركان أن زواجهما وصل إلى نهايته خاصة بعد دخول ايمي إلى حياة فهد الذي ظن أنه وجد معها الحب الحقيقي ،ليكتشف بعد ذلك انه كان يركض وراء سراب و ان ندى هي جوهرته الحقيقية