كانت تبكي بقهر و هي تدفع عربة أطفالها نحو
الفيلا.. وصلت أمام الباب لتفتح حقيبتها و تبحث
عن مفتاحها الذي عجزت عن إيجاده بسبب
دموعها التي شكلت ضبابة أمام عينيها و منعتها
من الرؤية بوضوح....أغمضت عينيها و هي ترفع رأسها نحو الأعلى
لتنسكب عبراتها على وجنتيها الباردتين
مسحتهم بسرعة ثم عادت لتبحث من
جديد لتجدهم في الجيب الداخلي لحقيبتها....فتحت الباب بسرعة ثم دلفت مع أطفالها
جسدها إرتعش تلقائيا و هي تستشعر دفئ
الفيلا عكس الطقس المثلج في الخارج....حملت الأطفال و أنزلتهم من العربة
ثم وضعتهم داخل السور الخاص بهم
و الذي يحتوي على جميع ألعابهم....ثم صعدت إلى غرفتها حتى تستحم بسرعة و تغير
ملابسها... إنتهت و خرجت من غرفتها
حتى تنزل إلى الاسفل حيث تركت أطفالها
لتعد لهم طعامهم الخاص....توقفت عن السير عندما شعرت بدوار شديد
جعل الأرض تدور من حولها و لو لم تتمسك في باب غرفتها لسقطت على
الأرض... جاهدت لتتمالك نفسها لكن ما إن
إستعادت رؤيتها الطبيعية حتى فاجأتها
رغبة شديدة في التقيئ...
و بدون أن تنتظر و بخطوات مترنحة ركضت
نحو الحمام بسرعة و ظلت تتقيئ كل ما في
جوفها....فتحت صنبور المياه حتى تغسل وجهها
و هي تنحني من حين إلى آخر بسبب
آلام معدتها...لم تتفاجئ برؤية وجهها
الشاحب او الهالات أسفل عينيها بسبب
عدم قدرتها على النوم ليلا..تابعت طريقها نحو غرفتها ثم ألقت
بنفسها على سريرها و هي تتأوه بألم
غرست رأسها داخل وسادتها حتى
تخفي صرخاتها بداخلها....مرت دقائق قصيرة ظنتها ندى ساعات
من شدة الألم و الدوار الذي عاد ليصيبها
قبل أن تتحسن اخيرا... إستندت على يديها
لتقف من مكانها نحو الاسفل لتفقد أطفالها....تمسكت جيدا بالدرج و هي تتابع خطواتها
حتى وصلت...جلست فوق آخر درجة
تراقب إسلام و يارا المنشغلين باللعب
من حسن حظها أن صغارها هادئين و إلا
لكانت تعبت كثيرا معهم...أكملت طريقها نحو المطبخ لتعد لهم شوربة
خضار باللحم...وضعت القدر على النار و أضافت
له المكونات ثم بدأت في تحريكه حتى
إنتشرت رائحة الطعام و ملئت المكان....مما جعل ندى تشعر بالتقزز... وضعت يدها على
فمها تمنع نفسها بصعوبة عن التقيئ...فجأة توسعت عيناها بذعر و هي تضع
يدها على بطنها تلقائيا بعد أن لمعت في
عقلها تلك الفكرة.....أنها من الممكن أن
تكون حاملا.أغلقت الموقد ثم أسرعت نحو غرفتها من
جديد و منها إلى الحمام... بحثت في
الدواليب عن إختبارات الحمل التي تحتفظ
بها دائما عندها ثم جربت واحدا منهم....
أنت تقرأ
حب إجباري(نوفيلا)
Romanceعندما يتسلل الفتور بين فهد و ندى بعد زواج دام لمدة خمس سنوات و يدركان أن زواجهما وصل إلى نهايته خاصة بعد دخول ايمي إلى حياة فهد الذي ظن أنه وجد معها الحب الحقيقي ،ليكتشف بعد ذلك انه كان يركض وراء سراب و ان ندى هي جوهرته الحقيقية