الفصل الثاني

10K 250 3
                                    

جمعت ندى أوراقها بينما كان حديث مروى
يرن داخل رأسها رغم انها في بعض الأحيان
تكون قاسية و كلامها "دبش" إلا أنها غالبا
ما تكون محقة... لطالما لمحت لها أنها لا تليق
بزوجها الجراح المشهور و أن الفرق بينهما
شاسع كالفرق بين السماء و الأرض..

عليها ان تحمد الله صباحا مساء انه قبل
بها...محظوظة هي بزوجها الغني الوسيم
و أطفالها الصغار و حياتها المثالية..
لما تعملين طوال اليوم مقابل مرتب ضئيل
و غيرها تتمنى لو أنها مكانها لفضلت الاستمتاع
بأموال زوجها على تضييع وقتها في هذا
العمل المرهق...
هذه ليست سوى عينة بسيطة من الأقاويل و التعليقات التي لم ترحمها منذ بداية زواجها..

لا أحد يعلم منهم الحقيقة كاملة..الكل يعتقدون
أنهم على حق و كيف لا و هم يحكمون من
الخارج و لا يدروون ما بداخل قلبها و عقلها...
مجرد كلمات مهينة حاسدة تتلقاها بعيدة
كل البعد عن خانة النصح تزيد من عذابها و
ألمها.. ليتهم يتوقفون عن ذلك فليهتموا بأنفسهم
لا أحد طلب مشورتهم...

دلفت فصلها و هي تحاول التخلص من تلك
الأفكار التي أرهقت تفكيرها لكنها لم تستطع
طوال الحصة كانت شاردة و من حسن حظها أنها إستطاعت إنهاء عملها دون أخطاء....

إستقلت سيارة أجرى عائدة إلى المنزل
فهي لم تحضر سيارتها اليوم و فهد هو من
قام بإيصالها إلى المدرسة صباحا...
إستقبلتها زوجة عمها كوثر بابتسامة
مشرقة و هي تحمل يارا الصغيرة بين
ذراعيها...بينما أسرع نحوها إسلام يركض
بخطواته الغير متزنة...

إنحنت لتلتقطه بين ذراعيها و هي تقبله
بقوة قائلة :
-حبيب مامي، قعد عاقل النهاردة و معذبش
سته صح؟

تحدثت كوثر قائلة :
-إسلام شطور و بيسمع الكلام... طالع هادي
زيك إنت بس يارا هي اللي شقية زي باباها ".

إبتسمت لها ندى و حيتها ثم جلست على
الاريكة تريح جسدها المتعب قبل أن
تتساءل :
- هي هنادي فين مش شايفاها و إلا مجاتش
النهاردة؟

وضعت كوثر الصغيرة على السجاد أرضا
لتحبو نحو ألعابها و هي تجيبها :
-إتصلت و إعتذرت عشان مامتها تعبانة".

تنهدت ندى ثم أردفت بأسف :
- الف سلامة عليها... أنا هبقى أكلمها
و اطمن عليها.. أنا آسفة لو تعبتك النهاردة
بالاولاد".

رمقتها كوثر بلوم قبل أن تهتف :
- متقوليش كده دول ولادي انا كمان...
باين إنك تعبانة هقول لسعاد تحضر الغداء
حالا عشان تاكلي معانا ".

أومأت لها ندى ثم وقفت من مكانها
معلنة :
- هروح اغير هدومي و ارجع...

قاطع حديثها حضور فريدة شقيقة فهد
التي كانت علاقتها مع ندى سيئة للغاية
فهي كانت من أشد الرافضين لزواجها من
شقيقها و في كل مرة تراها لا تتردد في
إهانتها و التقليل من شأنها مذكرة إياها
بأصلها الفقير...
سارت فريدة نحوهم بخطوات واثقة
هي تشمل ندى بنظرات مشمئزة من
مظهرها و ملابسها الفضفاضة و الغير منسقة
التي كانت ترتديها..

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن