الفصل الثامن عشر

8.5K 200 0
                                    

إبتسم بسماجة بعد أن إنتهى من كلامه
بينما بصره لازال مسلطا على إبنة عمه التي
كانت ترمقه بدورها بنظرات حادة... كان يعلم
بما يدور داخل خلدها الان و أنها ربما تتمنى قتله
و هذا بالفعل ما كانت تفكر فيه فريدة... ضغطت
على أسنانها بغضب و هي تتذكر السبب الثاني
الذي جعلها تقرر عدم الذهاب إلى الجامعة
اليوم و هو أنها كانت تفكر في الذهاب إلى
جدها حتى ينهي هذه الخطوبة الكريهة
بعد أن سئمت منها...

إستجمعت قواها مقررة أنها لن تتراجع
خاصة و أنها في حمى والدها و بالتأكيد
لن يستطيع إيذائها هنا في منزلها... وقفت
في مكانها و هي تلمح بطرف عينيها والدتها
التي كانت تنزل الدرج متجهة إليهم ثم قالت
بلهجة جدية :
-بس انا مش عايزة أتجوز دلوقتي...

صمتت قليلا و هي تلاحظ إنقباض فكي حسام
دليلا على غضبه لكنها لم تهتم بل واصلت
حديثها دفعة واحدة :
- و مش عايزة أكمل في الخطوبة دي...مش عايزة
أعيد غلطة أخويا فهد...هو تجوز ندى غصب عنه
و ادينا شفنا النتيجة ".

هب حسام من مكانه حتى يواجهها محاولا
تطويق جنونها و لم يخف عنه انها إستغلت
وجود والدها لتحتمي به ليتحدث بنبرة
هادئة لكنه في داخله تمنى لو أنهما كانا
لوحدهما لعاقبها على ما تتفوه به :
- بس يا فيري.. إحنا علاقتنا مش زي
فهد و ندى... إحنا بنحب بعض من زمان ".

قاطعته فريدة مصححة حديثه :
-بس انا عمري ما حبيتك و إنت عارف كده
كويس... حاولت بس مقدرتش عشان إحنا
مش شبه بعض في حاجات كثيرة
إنت ليه مش عايز تقتنع".

إبتسم حسام حتى يداري غضبه الجحيمي
الذي كان يستعر بداخله تاركا زوجة عمه
تتدخل و التي تفاجأت بدورها مما تقوله
إبنتها :
- إيه الكلام الفارغ اللي إنت بتقوليه ده
يا ندى .. هو لعب عيال ...يعني إيه عاوزة
تفسخي خطوبتك".

لا تنكر ندى أنها شعرت بالخوف من نظرات
حسام نحوها و التي كانت تخفي الكثير
لكن رغم ذلك لم تتراجع عن رأيها فهي لن
تسمح له أبدا بأن يتمادى مستغلا ضعفها :
-اللي حضرتك سمعتيه يا ماما انا مش
هتجوز حسام هو شاب كويس و أي بنت تتمناه
إلا أنا...

لم تستطع كوثر تحمل عناد إبنتها لتنهار على
الاريكة و هي تسند رأسها بيديها متمتمة
بقهر :
-أنا مش عارفة إنتوا جرالكوا إيه ...مش 
كفاية فهد  طلق مراته إنت كمان عاوزة
تفسخي خطوبتك...طب أخوكي و قلنا
مظلوم و ضحية إنما إنت إيه حجتك
و إلا هو دلع عالفاضي ".

نفخت فريدة وجنتيها بحنق إعتراضا
على حديث والدتها لكنها لم تستطع إخبارهم
بأمر زواجها بينما كان حسام يشير لها خفية أن
تهدأ و أن تتراجع عن كلامها... لكن دون فائدة
فقد كانت و كأن شيطانا تلبسها لتجيبها :
- و انا كمان زي فهد بالضبط... مظلومة بس
الفرق الوحيد اللي بينا هو إن أنا هدافع
عن حقي للآخر و مش هسمح لحد إنه يغصبني
على حاجة انا مش عاوزاها...إنت سامعني
يا حسام....انا خلاص تعبت و زهقت من العلاقة
دي.. تفضل دبلتك ".

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن