الفصل الثامن

9K 218 12
                                    

بعيون منتفخة و هالات سوداء أسفلها غادرت
ندى منزلها متجهة نحو فيلا العائلة و هي تجر
عربة الصغيرين اللذين لا يزالان نائمين...
طرقت الباب ثم دست يديها الصغيرتين
داخل جيب معطفها بسبب البرد القارس
و زخات المطر التي كانت تبلل نظارتها
الكبيرة مما جعل الرؤية أمامها ضبابية...
نزعتها و نظفتها تزامنا مع فتح الخادمة للباب...

صباح الخير يا ندى هانم ".
برقة بالغة حيتها هنية و هي تفسح لها المجال
حتى تدفع العربات للداخل".

توقفت ندى عند عتبة الباب و هي تقول :
- هنية لو سمحتي خدي العيال جوا انا مش
هقدر ادخل أصلي مستعجلة اوي
و لازم أمشي دلوقتي...يلا سلام و خلي بالك
منهم....

أومأت لها هنية و هي تدفع العربة للداخل
حتى توقفها في الصالون في إنتظار قدوم
السيدة كوثر... فاليوم و على غير عادتها
ندى أحضرت الطفلين باكرا... لاحظت
هنية مدى إرهاقها و تعبها لتمتم بداخلها
بعبارات الأسف و الشفقة عليها...

أغلقت ندى باب الفيلا وراءها تزامنا
مع نزول فهد الدرج فهو لم ينم ليلة
البارحة...
إبتسم رغما عنه عندما وجد صغيرين
النائمين كالملائكة في عربتهم المشتركة
إنحنى قليلا ليقبلهم بحنو ابوي فالشيئ
الوحيد الذي ربحه من زواجه بندى هو
طفليه....

إلتفت نحو هنية قائلا :
-مين اللي جابهم على هنا؟؟

رغم ان سؤاله كان غريبا تماما كوجودهم هنا
إلا أنها أجابته بطاعة :
- ندى هانم هي اللي جابتهم من شوية و راحت...
أحضرلك الفطار يا بيه؟

نفخ بضيق و هو يستقيم من مكانه هاتفا
برفض :
- لا...

غادر الفيلا نحو القصر و تحديدا نحو جناحه..

فتح الباب بالمفتاح و دخل ليجد زوجته المصون
نائمة ببراءة و كأنها لم تفعل أي شيئ.. تأملها
بإشمئزاز ليس منها فقط بل نفسه أيضا... كيف بسهولة إستطاعت ان تجعله يبدو مثل
الأحمق بين الجميع.....

نظر حوله للغرفة المحطمة ليقع بصره على
إبريق مياه قد نجا من غضبه ليلة البارحة
أخذه بكلتا يديه و هو يقبض عليه بقوة من
شدة غضبه حتى كاد يكسره ثم رماه
عليها....

شهقت إيمي و هي تقفز من الفراش
عندما شعرت ببرودة الماء تلفح بشرتها
الدافئة... مسحت وجهها بعنف و كادت
أن تشتم الفاعل لكنها توقفت في آخر
لحظة عندما وجدته أمامها....

كان لايزال يرتدي ملابس البارحة
وجهه مسود و عيناه تومضان شررا
رمى الكوب عليها لتتفاداه بمهارة و قد
إنفغر فاها من قسوته و هو يهدر :
- يا بجاحتك... نايمة عادي و كأنك
معملتيش حاجة...

ضغطت إيمي على أسنانها بغيظ قبل أن
تجاهد حتى تخرج دموع التماسيح
و هي تتذكر إتفاقها البارحة مع معتز....

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن