كانت فريدة تجوب غرفتها جيئة و ذهابا
فمنذ أن عادت من عند الطبيب و دماغها يكاد
ينفجر من شدة التفكير...اعصابها اتلفت
و لم تعد تتحمل المزيد من المفاجآت
في البداية أخبرتها تلك الطبيبة بإصابتها
بذلك المرض القاتل و الآن هذا الطبيب
يخبرها بأنها تتعاطى المخدرات...
وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها
التي كادت أن تفلت من بين شفتيها
عن أي مخدرات يتحدث هي بحياتها لم
تدخن حتى سيجارة عادية رغم إلحاح
بعض أصدقاءها عليها كي تجرب لكنها
لم تكن ترض ابدا....
فكرت قليلا و عادت بذاكرتها إلى الوراء
فمن الممكن أن أحدا ما وضع لها قرصا
في مشروبها لكن دون فائدة بالإضافة ان
قرصا واحدا من المستحيل ان يسبب تلك
الآلام الرهيبة التي كانت تشعر بها
مؤخرا.. إذن فالفاعل قد قام بوضع
الأقراص لها اكثر من مرة أي انه شخص
قريب جدا منها...إرتمت على فراشها بإرهاق و هي تخمن
هل كانت إيمي هي الفاعلة...أم أنها إحدى
صديقاتها أم بنات عمها..
شعرت و كأنها تائهة في دوامة جعلتها
تشك في جميع من تعرفهم فالأمر في غاية
الغرابة و حتى الآن لازال عقلها غير قادر على
إستيعاب ما حدث معها... لم تشعر بنفسها إلا
و هي تغلق عينيها تدريجيا لتغط في نوم
عميق حرمت منه طوال الأيام الماضية....في فيلا محمد زيدان...
كان فهد يجلس على الطاولة يتناول طعام
العشاء مع والديه، اللذين صامتين
رغم ان عيونهما كأننا تفضيان بالأسئلة
تنهد فهد و هو يضع الشوكة جانبا ثم
شبك أصابع يديه الاثنتين على الطاولة
و هو يقول :
- تفضلوا إسألوا...
محمد بلامبالاة : و إحنا مالنا دي حياتك و إنت
حر فيها....تجهمت ملامح كوثر و هي تناظره بلوم قبل
إن تقاطعه:
- بس أنا إبننا يعني اي حاجة تخص حياته
تهمنا...توجهت بنظرها نحو حسام الذي كان يعلم
ماذا يدور بخلدها لكنها تركها تسأل :
- عاوزة أعرف عملت إيه مع إيمي...انا عارفة
إنها متستهلش ذرة شفقة على بلاويها
بس مهما كان دي كانت مراتك و على إسمك...تأفف فهد رغما عنه فسيرة تلك المرأة أصبحت
تثيره سخطه و إشمئزازه بقدر لا يحتمل لكنه
رغم ذلك اجابها ليروي فضولها :
- انا خليت حد من الرجالة يراقبها و هو قلي إنها راحت عند واحدة من صاحباتها و انا بعثتلها
باقي هدومها و أوراقها اللي هنا و معاهم
تذكرة سفر لباريس بس هي لحد دلوقتي
مسافرتش اكيد قعدت عشان تكمل خطتها
مع معتز...هتفت بقلق و هي تلاحظ بروده و عدم
إهتمامه : طب هتعمل إيه دلوقتي.. انا مش
عارفة هما الناس دول عاوزين مننا إيه
هو الجواز بالعافية... إنت لازم تبلغ
البوليس؟فهد بضحك : متخافيش انا اقدر أحمي نفسي
و عيلتي كويس انا مش فهد بتاع زمان
انا خلاص تعلمت درسي كويس و تغيرت...محمد بسخرية : عشان كده اول حاجة عملتها
رجعت مراتك غصب عنها....فهد بتبرير : انا عملت كده عشان عارف
و متأكد إنها مستحيل هتوافق ترجعلي و لو بعد
مليون سنة...انا جمعت كل العيلة و ردتلها
كرامتها قدامهم و لسه هحاول على قد
ما أقدر اعوضها على حاجة وحشة شافتها مني...
انا عارف ندى كويس هي عنيدة و معتز
كان بيلعبلها بعقلها و بيحرضها عليا زي
ما كان بيعمل معايا الضبط...للأسف انا
كنت غبي و وقعت في الفخ عشان انا أصلا
مكنتش بحب ندى و هي كمان كانت
هتوقع زيي عشان عاوزة تنتقم مني و كانت
هتتهور و تعمل اي حاجة عشان تثبتلي
إنها مش عايزانى و انتوا شفتوا بنفسكوا
لما قررت تسيب العيال و تروح....
تفتكروا لو كانت سابت الفيلا و مشيت
الكلب معتز كان هيسيبها في حالها
مكنتش هقدر أحميها منه غير بالطريقة دي
لما يعرف انها رجعتلي و مبقاش ليه
اي فرصة معاها....
أنت تقرأ
حب إجباري(نوفيلا)
Romanceعندما يتسلل الفتور بين فهد و ندى بعد زواج دام لمدة خمس سنوات و يدركان أن زواجهما وصل إلى نهايته خاصة بعد دخول ايمي إلى حياة فهد الذي ظن أنه وجد معها الحب الحقيقي ،ليكتشف بعد ذلك انه كان يركض وراء سراب و ان ندى هي جوهرته الحقيقية