دلف فهد قصر جده بخطى مترددة ليجده
كعادته يجلس أمام الجدار البلوري و يتأمل
الحديقة بصمت... من يراه يظن انه خالي
من الهموم لكنهم لا يدرون بذلك الضجيج
الذي يملأ حواسه من الداخل فهو لا ينفك
يفكر بمشاكل أولاده و أحفاده حتى و هو
في هذا السن المتقدمة...إلتفت نحو فهد ليجده واقفا في مكانه
منتظرا ان يسمح له بالجلوس...إبتسم
له بخفة مما جعل فهد يشعر بالخزي
و الخجل أكثر...
جلس و هو يحيي جده :
- إزيك...تحدث أسعد مدركا لمشاعر حفيده
الظاهرة جليا على تعبيرات وجهه :
- الحمد لله...و إنت عامل إيه؟تنهد فهد بأسى قبل أن يجيبه :
- مفيش جديد... لسه زي ما أنا ".تحدث جده مطمئنا إياه :
- متقلقش كل حاجة هتتصلح خلي
املك في ربنا كبير...فهد بتردد لاحظه أسعد من خلال نظرات عينيه :
- و نعم بالله...أنا كنت جاي عشان اطلب
من حضرتك.... إنك توافق إننا و ندى نرجع
لبعض".هز رأسه ببطئ حتى يتمكن من رؤيته
ردة فعل جده و الذي توقع انه سوف
يغضب منه و يطرده لكن عوضا عن ذلك
سمع صوته الجهوري يصدح بثقة :
- قصدك اقنع ندى ترجعلك...".أومأ له فهد و هو يحرك قدميه بتوتر و
عدم إرتياح و قد اصاب عندما أضاف
الجد مرة أخرى :
- انا آسف.. في دي مش هقدر أجبر حفيدتي
إنها ترجعلك بعد اللي إنت عملته فيها... إنت
غلطت في حقها كثير و لازم تتعذب جامد
عشان تحس بأخطاءك و متكررهاش و تعرف
قيمتها كويس...لوى فهد شفتيه بأسى و هو يتذكر خيبة
أمله بعد إكتشافه لخداع إيمي ليعلق
بسخرية :
- هو انا لسه هتعذب اكثر من كده... و الله ندمان
و عارفت غلطي و مستحيل أكرره ".إلتفت أسعد من جديد نحو الإمام مرة أخرى
و هو يهتف بحكمة :
- لا لسه بدري اوي...أسبوعين و لا حاجة
قدام ثلاث سنين عذاب و ذل و إهانة
اللي قضتهم ندى معاك و في الاخر طلقتها
و رميتها هي و عيالك عشان مراتك الجديدة
اللي تجوزتها بعد اسبوع واحد من طلاقك
و انا متأكد إنها لو طلعت زي ما كنت متوقعها
كنت كملت معاها و نسيت ندى....شعر فهد بأن مشاعره عارية أمام جده
الذي إستطاع تلخيص مشكلته في
بضع أسطر... جده الذي تعود على
عدم تزييف الحقائق او المجاملة
شعر بأنه قد قسى عليه هذه المرة
رغم عدله في حكمه إلا أنه إعترض
محاولا تغيير رأيه بأي ثمن :
- بس يا جدي ندى.. حامل ".إلتفت نحوه اسعد الذي إكتست
ملامحه الدهشة لكنه سرعان
ما إستطاع ضبط اعصابه ليجيبه
ببرود :
- يعني إنت عاوز تستغل داه عشان
تضغط عليها ترجعلك".
فهد موضحا بنفي :
-لا طبعا.. انا تكلمت معاها النهاردة الصبح
بس هي رفضت.. و حسيت انها بقت بتكرهني
أوي و كمان بتتهمني بحاجات غريبة محصلتش
دي بتقلي إن انا عاوز اقتل إبني عشان
حضرتك متخلناش نرجع لبعض غصب عننا
و انا أفضل مع إيمي...رغم إن العكس هو الصح
انا بدور على اي حجة عشان ارجعها لعصمتي
خصوصا إن شهور عدتها لسه مخلصتش
و أقدر ارجعها من ثاني....
أنت تقرأ
حب إجباري(نوفيلا)
Romanceعندما يتسلل الفتور بين فهد و ندى بعد زواج دام لمدة خمس سنوات و يدركان أن زواجهما وصل إلى نهايته خاصة بعد دخول ايمي إلى حياة فهد الذي ظن أنه وجد معها الحب الحقيقي ،ليكتشف بعد ذلك انه كان يركض وراء سراب و ان ندى هي جوهرته الحقيقية