الاخير

14.8K 338 30
                                    

تذمرت بضيق و هي تبعد كوب العصير الطازج
من أمامها فهذا الكوب الخامس الذي
يجبرها على شربه خلال ساعتين...ندمت
أشد الندم عندما وافقت على إعطاءه فرصة
أخرى لبدأ حياة جديدة معه.... لكنها فعلت
ذلك في حالة من اليأس...و لم تكن تعلم انها
ستعاني هكذا..

فبعد إتفاقها معه إنتقلا لقصر جدهما و إختارا
المكوث في إحدى الغرف الرايعة التي
تشغل  الطابق الأرضي..
دلف فهد الغرفة ليجد الأطفال نيام على سريرهم
المشترك الذي قرر فهد إضافته إلى غرفتهم  حتى
تقبل ندى بمشاركته سريره بينما كانت ندى لا زالت تحاول إنهاء
ذلك الكوب الذي لازال ممتلئا للنصف... ملامحها
المتقززة تروي الصراع الذي خاضته في غيابه
حتى تستطيع شرب نصف الفارغ ليكتم ضحكته
المتسلية و هو يتجه إليها قائلا بجدية مزيفة :
-إنت لسه مخلصتيش العصير...

حدقت فيه بوجه باكي و هي تزم شفتيها
بتبرم هاتفة :
-مش عايز يخلص..و انا بطني هتنفجر
من كثر الاكل... حرام عليك من يوم ما جينا
على هنا و إنت بتعذبني بالعصاير المقرفة دي...

إنحنى إلى مستواها ليحاوط وجهها بيديه
و هو يقول باعتذار : حقك عليا انا آسف
بس انا خايف عليكي عشان الدكتورة قالت
إنك مش بتاكلي كويس و عندك بداية أنيميا...

أزاحت يديه عنها و هي تتذمر كالاطفال
مما جعل فهد يتأملها بشرود فقد كان
مظهرها لطيفا خاصة بهذه البيجاما البنفسجية
اللون و شعرها المصفف إلى الأعلى في شكل
كعكعة بينما كان وجهها خالي من مساحيق
التجميل مما اضاف لها هالة من البراءة
التي جعلته ينحني و يطبع قبلة خفيفة
إلى جانب شفتيها قبل أن يتمالك نفسه
و يبتعد عنها مغيرا الموضوع محاولا بكل جهده
لملمة شتات نفسه حتى لا يضعف أمامها 
كي لا يخيفها بعد أن أصبحت مشاعر الحب
تنبثق في قلبه تجاهها :
- بكرة الصبح هنرجع فيلتنا و هعمل حفلة
صغيرة بالليل و هعزم شوية صحفيين
عشان عاوز كل الدنيا تعرف إن انا و إنت رجعنا
لبعض...

نزع معطفه ثم بدا في تغيير ملابسه لتخفض
ندى رأسها بخجل فهو لم يفعل هذا أمامها
من قبل...إرتدى بنطالا قطنيا رصاصي اللون
و قميصا خفيفا بنصف كم نظرا لدفئ
الغرفة ثم إرتمى بجانبها متأوها بتعب :
- النهاردة كان طويل اوي...اضطريت إني
اروح المستشفى عشان في أوراق مهمة
كان لازم أتطلع عليها و بعدين رجعت عشان
اشوف المهندس وصل فين... عارفة ذوقك  طلع
يجنن و الفيلا بقت جنة كان لازم تدرسي هندسة
ديكور...مش كده يا بابي...

مال ليتكئ على كتفها برأسه و هو يتحسس
بطنها من فوق ملابسها مكملا بنفس النبرة :
- لو جات بنت هسميها ندى الصغيرة... و لو
ولد هسميه مممم مش عارف اصلي فكرت
بس في اسم البنت.. لو عندك إقتراح
قولي....

أبعدت ندى يده عنها و هي تجيبه :
- لا طبعا انا مش هسميها ندى... مش عاوزة
يطلع حظها زيي...بعد الشر...

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن