الرابع و العشرون

8.3K 193 4
                                    

شهقت بدهشة عندما استوعبت ما قاله
لتبادر بإجابته لكن الأوان كان قد فات و فهد  قد اختفى من أمامها لتنزل الدرج
وراءه ببطئ حتى لا تأذي جنينها... دلفت
المطبخ لتجده قد وضع الصغيرين في
سور الألعاب في الصالون و بدأ في تحضير
الطعام. كانت ستتحدث و تطلب منه أن يغادر
قبل أن ينتبه احد لوجوده عندها لكنه قاطعها
قائلا :
- على فكرة إنت حامل دلوقتي يعني
مفيش قهوة و نسكافيه..انا عارف إنك
مدمنة عليهم ".

لم تهتم بحديثه و هي تشاهده يفتح الثلاجة
ليخرج بعض البيض و الخضروات و
قارورة العصير الزجاجية... وضعها على
الطاولة تحت أنظارها ثم سكب لها كوبا
و هو يقول لها :
- اشربي داه دلوقتي و انا هجهز اكل الاولاد
و بعدين احضرلك الفطار... خمس دقائق و بس".

إتجه نحو الارفف ليبدا في فتحها واحدا
تلو الاخر حتى يخرج منها علبة" الكورن فليكس "
أفرغ بعضا منه في طبق صغير خاص بإسلام
باللون الأزرق ثم سكب فوقه بعضا من
الحليب البارد الذي أخرجه من الثلاجة...

قلبت ندى عينيها بضجر و هي تراقبه
كيف بدأ مستمتعا و هو يقوم بهذه الأعمال
البسيطة بمنتهى الدقة و الأهمية لتتحدث
قائلة :
- على فكرة الكورن فليكس بنحط عليه حليب
دافئ...

رمش بعينيه مدعيا التفكير لبرهة من
الزمن قبل أن يجيبها :
-أنا قريت مرة في الانترنت انه يفضل الحليب
البارد....

أطلقت ضحكة قصيرة ساخرة قبل أن تهتف :
-في الجو الساقع داه ".

فهد : اه معاكي حق.. أنا هعمله واحد ثاني
و هجهز اللبن ليارا... ثواني بس".

قاطعت حماسه و هي تجلس على الطاولة
مقررة انها سوف تتركه يفعل مايشاء حتى
ينتهي بسرعة و يغادر رغم ان يارا في العادة
لا تشرب الحليب صباحا إنما تتناول أنواعا
معينة من الفواكه المهروسة إلا أنها لم تشأ
إخباره فيبدو انه قد نسى حتى ماذا تأكل
صغيرته صباحا....
كان فهد مشغولا بتحضير الاومليت بالخضار
التي تفضلها ندى بعد أن انتهى من تجهيز
فطور الصغيرين الذين أحضرهما من الصالون
و أجلسهما في كراسيهما الخاصة على الطاولة
ساعدته ندى في تجهيز العصائر كما حضرت له
قهوته الخاصة....

وضع آخر طبق على الطاولة ثم جلس في
مكانه المعتاد قبل الطلاق و هو يبتسم بسعادة
تضاهي فرحة شريد عاد إلى وطنه بعد طول غياب...
و هذا ما جعل ندى محتارة جدا هل لهذه الدرجة
هو بارع في التمثيل أم ان مشاعره صادقة
طوال الثلاث سنوات لم تستطع فهمه جيدا
خاصة بعد أن طلقها فجأة بالإضافة إلى اخباره
التي ينقلها لها معتز كل شيئ يجعل أفكارها
مشوشة للغاية و غير قادرة على تكوين
رأي نهائي لكن رغم ذلك ما زالت حذرة
و هذا ظهر من خلال رفضها تناول اي شيئ
على الطاولة و بدل ذلك أخرجت علبة
بسكويت مغلقة من احد الرفوف و جلست
لتتناولها مذكرة نفسها بأنها سوف تتخلص
من كل العصائر و الاطعمة الموجودة في
الثلاجة خوفا من أن فهد قد وضع فيهم أي
شيئ ليلة البارحة مما جعله يستغرب كثيرا و يسألها :
- مبتاكليش ليه؟

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن