التاسع و العشرون

11K 250 11
                                    

ركض فهد نحو فيلته السابقة ليجد الباب
مفتوحا من حسن حظه فهو لم يمتلك المفاتيح
و يبدو أن ندى من شدة غضبها تركته
مفتوحا.... صعد الدرج إلى الأعلى
متوجها نحو جناحه القديم ليتناهى إلى مسامعه
صوت بكاءها ليتمزق قلبه إلى أشلاء..
دفع الباب بهدوء ثم دلف ليجدها تضع حقيبة
كبيرة فوق الفراش و تخرج ملابسها
بعشوائية و تحشرها بداخلها غير عابئة بأنها
قد إمتلأت... إقترب منها ليجلس على الفراش
و يتأملها لقد كانت غاضبة و حزينة لدرجة انها
لم تنتبه لوجوده...
تحدث فهد حتى يوقفها عما تفعله قائلا بألطف
نبرة صوت إستطاع إيجادها :
- ندى كفاية... هتأذي البيبي...

تراجعت إلى الوراء و هي تصرخ و كأن
عقربا قد لدغها :
- متلمسنيش و اطلع برا مش عايزة
اشوف خلقتك ثاني قدامي...

تنهد فهد بصبر و هو يقول من جديد :
- ماشي هعمل كل  اللي إنت عايزاه بس اهدي
مفيش داعي للعصبية دي...لو عايزة تمشي
من البيت براحتك و لو عايزة تتجوزي
ماشي و كمان الولاد لو حابة تاخذيهم معاكي
مفيش مانع المهم إهدي.. بقالك ساعتين
بتعيطي و داه خطر عليه...

مسحت ندى دموعها على الفور و هي ترمقه
بكره و رغم ذلك استطاع ان يجذب انتباهها
عندما أخبرها أنه سيمنحها الأطفال....
هتفت بصوت مختنق تسأله :
- إنت بجد هتديني العيال و إلا بتسايرني...

وقف من مكانه و هو يبتسم لها قائلا :
- محدش هيقدر يفرقك عن عيالك...
إغسلي وشك و حصليني على تحت
هتلاقيهم مستنينك... و سيبي الشنطة
دي ملهاش لازمة...

أومأت له لكن بداخلها كانت تشعر بأن
هناك حلقة مفقودة و ان فهد من المستحيل
أن يتركها بسهولة... اللعنة عليه لو يعلم فقط
مدى الكره و الاشمئزاز الذي تكنه له في قلبها...

أغلقت الحقيبة بصعوبة ثم جرتها نحو الباب
و هي تحاول تهدأَة نفسها خوفا على طفلها
بعد أن بدأت تشعر بانقباضات خافتة في
بطنها....عادت لتختار حقيبة يد كبيرة
وضعت فيها هاتفها و هويتها و جميع الأوراق
الخاصة بها و بأطفالها و بعض الأموال
و لم تنس طبعا مجوهراتها...
نزلت الدرج على مهل لتتفاجئ بوجود
الجميع حتى أعمامه و نساءهم و اولاد عمه
و أطفالهم أيضا كل من يحمل لقب زيدان
كان موجودا ...و من بينهم ذلك الشيخ الذي
كان يجلس على اريكة الصالون يتحدث مع
فهد الذي حالما إنتبه لها وقف متجها نحوها
و قبل أن تنبس بأي كلمة حتى تسأله عما يحصل
وجدته يركع أمامها و هو يرفع يده نحو الأعلى
ممسكا بعلبة مخملية تحتوي على خاتم من
الألماس...
تراجعت إلى الخلف و على وجهها علامات الدهشة
الممزوجة بالخوف فالجميع كان يحدق فيهما
بنظرات مختلفة فمنهم من كان يشجع فهد و
يبتسم داعيا لها أن توافق و منهم من كانوا
يرمقونهم باستغراب...
هتف فهد بمزاح مخرجا إياها من أفكارها :
- ندى انا جمعت الكل هنا عشان يكونوا شاهدين
على اللي هقوله...انا آسف على كل الاذى
و العذاب اللي عشتيه بسببي طول السنين
اللي فاتت...و بطلب منك توافقي إنك
تديني فرصة ثانية و انا أوعدك أصلح
كل أخطائي... انا طلقت إيمي و رمتها برا
حياتنا.. و انا عاوز اقول للناس كلها ان
غلطت و مستعد لأي عقاب منك بس ترجعيلي
ثاني... عشانا و عشان أولادنا...
أرجوكي جاوبي بسرعة عشان ركبتي
وجعتني..

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن