تمالكت نفسها بصعوبة ثم تنحنت قائلة باعتذار :
- أنا آسفة... عن إذنكوا ".غادرت المكتب و هي تتمنى لو ان الارض
تنشق و تبتلعها بينما نظر معتز لصديقه بلوم
ثم ركض وراء ندى التي دلفت المصعد
للتو.. إستطاع اللحاق بها في
آخر لحظة و دلف إلى جانبها و هو يتمتم
محاولا تبرير تصرف صديقه :
- إنت عارفة فهد لما بيبقى مشغول
مش بيبقى شايف قدامه...
هو اكيد هيعتذرلك لما يرجع البيت ".تمتمت ندى بهمس و هي تدخل
أصابعها من تحت نظاراتها حتى
تمسح دموعها التي نزلت من شدة
شعورها الخزي و الذل احنت رأسها
و الألم يعتصر قلبها...:
- اه عارفة".لم تكن تريد أن تتحدث بالمزيد فهو في
الاخير رجل غريب عليها كما أنه صديق
فهد..توجست ندى من محاولة معتز
التقرب منها لتتقدم بخطواتها إلى الأمام
حتى تستطيع الخروج بسهولة ما إن ياوقف
المصعد..و لم تكن تدر أن معتز يراقب كل
تحركاتها بعيون الصقر...هو نفسه مستغرب كيف لهذه الفتاة
البسيطة ان تلفت إنتباهه بهذا الشكل...
تعمد بعدها زيارة فهد في بيته عدة
مرات فقط حتى يراها... كانت مختلفة
جدا عن باقي الفتيات اللواتي عرفهن
لم تحاول أبدا لفت إنتباهه او التحدث
معه...
كانت تكتفي بتحضير كل ما يحتاجانه
من أطعمة او مشروبات ثم تنسحب بهدوء
لتعتني بأطفالها بالداخل ..أما فهد طوال
الوقت لا يكف عن التذمر و الشكوى
من زواجه الفاشل و محاولاته الكثيرة
في إصلاح كل شيئ دون جدوى ..لم يدر لما كان حديث فهد كان يزيد
من فضوله و رغبته
اكثر في رؤيتها حتى إكتشف بعد ذلك
أنه وقع في حبها دون أن يدري..ربما
هدوءها، طيبتها الزائدة، خجلها
ملابسها الفضفاضة المحتشمة هي
ما جعلته يتعلق بها أكثر تمنى لو انه
تعرف عليها قبل فهد لما تركها تفلت من
بين يديه ...لكن لا بأس مازال الأوان لم يفت و مازالت
الفرصة أمامه حتى يحصل عليها... صحيح ان
فهد تزوجها رغما عنه سيجعله يتخلى عنها
برضاه....عاد معتز من ذكرياته على صوت إيمي
التي كانت تحاول تنبيهه بأن جهاز الاستدعاء
الخاص به يصدر إشارة...
أومأ لها ثم تابع طريقه حتى يتفرغ لعمله
مؤجلا تلك الأفكار إلى وقت لاحق...وصل فهد إلى فيلا والده ليتفاجئ بأن
الجميع مجتمعون..جده، والده و والدته
بالإضافة إلى شقيقته فريدة...دلف و هو يتفحص والدته بعينيه فقد
كان طوال الطريق قلقا من أن تكون قد
تعرضت لوعكة صحية... تنهد بارتياح
عندما وجدها بخير..ثم جلس و هو ينقل
أنظاره بين الجميع بعد أن لاحظ وجومهم
و نظراتهم الساخطة نحوه و كأنهم يلومونه
لكن على ماذا؟ هذا ما يريد معرفته على الفور...
أنت تقرأ
حب إجباري(نوفيلا)
Romanceعندما يتسلل الفتور بين فهد و ندى بعد زواج دام لمدة خمس سنوات و يدركان أن زواجهما وصل إلى نهايته خاصة بعد دخول ايمي إلى حياة فهد الذي ظن أنه وجد معها الحب الحقيقي ،ليكتشف بعد ذلك انه كان يركض وراء سراب و ان ندى هي جوهرته الحقيقية