الفصل الحادي عشر

9.6K 261 7
                                    

صباحا....

و كعادتها إنتهت ندى من أعمالها الصباحية
أطعمت أطفالها و غيرت لهم ملابسهم ثم
وضعتهم في العربة الخاصة بهم حتى تأخذهم
إلى جدتهم...
فتحت لها الخادمة لتتفاجئ بوجود فهد
الذي يبدو أنه قد  أمضى ليلته في صالون الفيلا
حالته كانت مزرية للغاية بدأ من ملابسه المبعثرة
و عيونه المنتفخة...
حاولت ندى تجاهل وجوده لتلقي تحية
الصباح على الخادمة ثم دفعت العربة
إلى الداخل و هي تسألها :
- طنط كوثر فين؟ هي لسه مصحيتش".

الخادمة هنية  : لا هي صاحية من بدري بس
رجعت لأوضتها...

أومأت لها ندى ثم قالت : طب ممكن
ندهيلها".

حركت الخادمة رأسها بطاعة ثم توجهت
نحو الدرج للأعلى تاركة ندى في الأسفل و التي
تظاهرت بأنها ترتب جوارب الطفلين
متجاهلة وجود فهد و كأنه هواء لكن ذلك لم
يدم لتجده يقف بجانبها تماما و يلاعب الصغيرين
اخذ إسلام بين ذراعيه ليخرجه من العربة
بينما ظلت يارا التي كانت تتناول زجاجة
حليبها...

تحدث بنبرة مرحة عكس ما كان يعتريه
من حزن و دمار :
-حبيب بابي وحشتني اوي.. عامل إيه يا بطل....

ضحكت ندى باستهزاء بداخلها و لكم رغبت
في أن تتدخل و تذكره كيف تخلى عنه بسهولة
من أجل تلك ال... التي تزوجها...
لم تستطع منع نفسها أيضا من التفكير
مالذي يفعله هنا في هذا الوقت أليس
من المفترض أن يكون بجانب عروسه
هل يعقل أنهما قد تشاجرا منذ اول يوم معا....
قاومت نفسها بصعوبة و التي كانت
تتمنى حصول ذلك من كل قلبها لكن
معتز قد أخبرها انه كان على علم بعلاقاتها
سابقا و أنه  لم يكن منزعجا لكونها ليست عذراء.

مجرد التفكير في هذا الأمر جعلها
تشعر بالاشمئزاز منه...يبدو أن زوجها
كان ذو عقلية منفتحة اكثر من اللازم لذلك
كان يطلب منها مرار  تكرارا أن تحسن من
مظهرها...حمدت الله انها تمسكت برأيها
رغم أنها كانت على وشك فعل ذلك اكثر من
مرة..

أفاقت من شرودها عندما سمعته يحدثها
و هو يضع يده على كتفها لتنتفض واقفة
من مكانها و كأن عقربا لدغتها لتهدر فيه
بعنف دون أن تشعر:
- إنت تجننت إوعى تلمسني مرة ثانية...فاهم ".

تراجع فهد إلى الخلف عدة خطوات و هو
يرمقها باستغراب من هجومها المفاجئ
حيث تحولت ندى الهادئة إلى نمرة
شرسة...تقدمت نحو لتخطف إسلام من
بين يديه و هي تضيف و قد إمتلأ قلبها
بالكره تجاهه :
- سيب الولد و روح للست مراتك اكيد
زمانها بتدور عليك..

ربتت بيدها على ظهر طفلها و هي تذكره :
- إنت تنازلتلي على الحضانة يعني ملكش دعوة
بعيالي و تنساهم خالص و لو عايز
تشوفهم يبقى من بعيد..

مسح فهد وجهه بعنف و هو يستعيذ
من جنونها المفاجئ...ألا يكفيه ما يعانيه
حتى تزيد ندى من عذابه..تحدث بنبرة
حاول أن تكون هادئة حتى لا يخيف
الأطفال منه :
- إنت تجننتي عايزة تحرميني من ولادي
انا صح تنازلتلك عن الحضانة بس مش معنى
كده إني أتخلى عن حقي فيهم
و بعدين إنت إيه اللي حصلك عشان تغيري
رأيك بالشكل داه مش كنتي راضية على
الطلاق و عاوزاه زيي  ".

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن